الكشف عن استمرار الحوثيين سرقة معونات قدمها "برنامج الأغذية العالمي"
لا تزال مليشيا الحوثي المدعومة ايرانيا مستمرة في سرقة المعونات الغذائية المقدمة عبر برنامج الغذاء العالمي للمواطنين في صنعاء وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرتها لا سيما تلك المخصصة لموظفي عدد من المصالح الحكومية المحرومين من رواتبهم منذ سنوات.
هذا ما كشف عنه مصدر إعلامي في مؤسسة الثورة للصحافة والنشر رغم إثارة القضية من قبل موظفي المؤسسة قبل أشهر بعد اكتشافهم قيام المليشيا بنهب مخصصاتهم طيلة الأشهر الماضية.
كما ان هذه الجرائم المشهودة تأتي على الرغم من تصريحات سابقة وبيانات رسمية صادرة عن البرنامج التابع للأمم المتحدة يتهم فيها المليشيا الحوثية بسرقة المساعدات الغذائية، وحذر من مغبة التمادي في هذه الانتهاكات التي تحرم المحتاجين بعد الكشف عن بعضها .
وأفاد جميل مفرح -أحد الصحفيين العاملين في صحيفة "الثورة" الرسمية، المختطفة من المليشيا- في منشور له اليوم الخميس إن موظفي الصحيفة الصادرة في صنعاء تلقوا، مؤخرا، اتصالات هاتفية من برنامج الأغذية العالمي تستفسرهم عن تسلمهم سلال غذائية الشهرين الماضيين.
وأكد مفرح عدم تسلمه أي معونات تذكر، مشيرا إلى أن البرنامج أفادهم بصرف سلة غذائية باسمه كل شهر منذ ثلاث سنوات..!! مضيفاً "الأمر يتكرر بذات التفاصيل..".
من جانبه أكد زميله الصحفي معين النجري عبر صفحته في فيسبوك أيضاً أنه وزملاءه لم يتلقوا أي معونات خلال أغسطس وسبتمبر الفائتين، أو الأشهر السابقة عليهما مؤكدا " نتعرض للسرقة للمرة الثانية".
وأشارت مصادر وكالة 2 ديسمبر إلى أن عدد الحالات المستهدفة في مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة يبلغ 1000 حالة وأن قيمة السلة الغذائية الواحدة 30 ألف ريال أي أن ما تم نهبه باسم موظفي مؤسسة الثورة (وحدها فقط) خلال العام المنصرف وصلت 360 مليون ريال، مايقارب المليون دولار حينها.
وعلى إثر ذلك، طالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية برنامج الأغذية العالمي ،اليوم الخميس، بإعادة النظر في اسلوب عمله في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية وتقييم اداء المنظمات "الوسيطة" التي تخضع في الغالب لسيطرة المليشيا.
وشدد الإرياني على ضرورة العمل على ضمان وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها ممن نهبت مرتباتهم وفقدوا اعمالهم ومصادر دخلهم جراء الانقلاب
وتتكرر سرقة المليشيا الحوثية مساعدات من منظمات إغاثية خارجية حيث كُشف العام الماضي عن تقديم البرنامج حصة غذائية متكاملة شهريا للموظفين الحكوميين تسلمتها المليشيا جميعها دون علمهم، ثم قدمت كشوفات الاستلام بتوقيعات مزورة بأسمائهم.
وكان برنامج الغذاء العالمي أصدر نتيجة للسرقات الحوثية بيانا نهاية السنة المنصرمة يحمل اتهامات صريحة لمليشيا الحوثي بتحويل مسار المساعدات الإغاثية لبيعها في السوق السوداء بالعاصمة صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرتها، كاشفاً عن أدلة تثبت قيامها بالسرقة والاحتيال، وقال مدير البرنامج اﻷممي إن المليشيا "تسرق الطعام من أفواه الجائعين".
وطالب البرنامج التابع للأمم المتحدة في بيانه الحوثيين "بإنهاء فوري لتحويل مسار الإغاثة الغذائية الإنسانية". التي وصف سلوكياتها بـ"الإجرامية".
وأكد، وقتها، أن مواطنين مستحقين في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون لم يحصلوا على حصص غذائية يحق لهم الحصول عليها، فيما حُرم المستحقون من الحصص كلها في مناطق أخرى.