سياسيون: فوز آبي بـ"نوبل" اعتراف عالمي بزخم الثورة السودانية
استقبلت الأوساط السياسية السودانية خبر فوز رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد بجائزة نوبل للسلام بترحيب كبير، واعتبروه مصدر فخر للثورة السودانية وتأكيدا على الزخم العالمي الذي اكتسبته باعتبارها كانت إحدى أهم محطات جهود السلام التي قادها آبي على المستويين المحلي والإقليمي والتي أهلته للفوز بالجائزة.
وفي تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أشار قادة سياسيون إلى أنهم ومن خلال مشاركتهم في الاجتماعات التي عقدها آبي مع مفاوضي قوى الحرية والتغيير في إطار المبادرة التي قادها بعد تعثر التفاوض مع المجلس العسكري عقب أحداث القيادة العامة في نهاية رمضان، رأوا في الرجل نزعة واقعية ومنطقية وميل كبير نحو الحلول السلمية وقدرة على الإقناع بها.
فوز مستحق
يرى عبدالقيوم عوض السيد بدر، رئيس المجلس المركزي لحزب المؤتمر السوداني، أن فوز آبي أحمد بجائزة نوبل للسلام يحمل مغزى مهما للغاية وهو مدى الزخم الذي اكتسبته الثورة السودانية على المستوى العالمي وكيف أنها أصبحت ملهمة حتى للذين يقررون في شأن عالمي كبير كجائزة نوبل للسلام، وهو شرف للقارة الأفريقية بأكملها.
ووفقا لبدر فإنه وعلى الرغم من أن حصول آبي أحمد على الجائزة جاء تقديرا لدوره في إرساء أسس السلام داخل بلاده وسعيه لوقف التوتر الطويل الأمد بين إثيوبيا وجارتها إريتريا إضافة إلى دوره في حلحلة الكثير من أزمات القارة الأفريقية، إلا أن واحدا من أبرز الأسباب التي عززت موقفه للفوز بالجائزة هو الدور الذي لعبته وساطته في السودان والذي أسهم في نزع فتيل التوتر بين الشارع السوداني ممثل في قوى الحرية والتغيير من جهة والمجلس العسكري من الجهة الأخرى.
ويشير بدر إلى أن طبيعة شخصية آبي أحمد وقدراته التفاوضية العالية وصدقه وموضوعيته كانت من أهم الأسباب التي أزاحت الكثير من العقبات التي اعترضت سير العملية السياسية في أعقاب مجزرة القيادة الشهيرة التي راح ضحيتها أكثر من 150 شهيدا وعشرات المفقودين وآلاف الجرحى من أبناء الشعب السوداني، وهو ما جعل منه رجل سلام من الطراز الرفيع.
قدرات إقناعية
وحدد محمد عصمت يحيى، رئيس الحزب الاتحادي الموحد، ثلاثة جوانب رئيسية جعلت من آبي رجل سلام أولها شخصيته المتوازنة والمقبولة لدى كل الأطراف إضافة إلى تبنيه رؤى واقعية وصادقة وقدرته العالية على الإقناع.
وأشار يحيى، الذي كان أحد أعضاء وفد الحرية والتغيير الذين شاركوا في المفاوضات التي جرت بين قوى الثورة والمجلس العسكري آنذاك، إلى أنهم وبمجرد أن التقوا آبي في السفار الإثيوبية في الخرطوم شعروا أنهم أمام رجل يحمل رؤية سياسية عميقة ولديه قدرة عالية على قيادة الجهود التي جرت لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف.
ورأى يحيى أن الجهود الصادقة التي قادها آبي لحل النزاع الحدودي بين بلاده وإريتريا إضافة إلى مبادرته التي طرحها في السودان في أعقاب تعثر المفاوضات بين المدنيين والعسكريين بعد مجزرة القيادة، كلها أسباب تدعو لجعل آبي الرجل الأنسب للفوز بتلك الجائزة.
مميزات مهمة
ولا تختلف رؤية معاوية شداد، الأستاذ في جامعة الخرطوم والقيادي في قوى الحرية والتغيير، كثيرا عن رؤية سابقيه، لكنه يشير إلى جانب أكثر اهمية وهو البعد المتمثل في الحب الشديد الذي يحظى به آبي على المستوى المحلي في بلاده.
ويؤكد شداد على أهمية التعامل مع مسالة فوز آبي بجائزة نوبل للسلام باعتبارها مسألة عززت أحقيتها العديد من الجهود التي بذلها الرجل على المستويين المحلي والإقليمي وفي مقدمتها المبادرة التي تقدم بها لحل الأزمة السودانية والتي توصلت القوى السياسية عبرها إلى حلول وتفاهمات واتفاقيات أسست للتحول المدني الذي تعيشه اليلاد حاليا.