لم يعد هناك أحد من أرباب السياسة والمراقبين أو المهتمين بالشأن اليمني يحتفظ في ذهنه ولو بقليل من الأمل بأن عصابة الحوثي الانقلابية، ذراع إيران، ستلتزم بتنفيذ اتفاق السويد مهما تم التمديد وتغيير المواعيد الزمنية لاستحقاقات بنود الاتفاق.

 

مراوغات وتنصل عن الالتزامات وكذب وادعاءات باطلة تحولت معه المليشيا الحوثية إلى نبتة شيطانية في خاصرة الجزيرة العربية تتسلح بسجل حافل من الإجرام والانتهاكات وتنويع أساليب القتل والتدمير بحق اليمنيين.

 

ويكاد جميع اليمنيين يتفقون على عدم الثقة في أي اتفاق مع مليشيا الحوثي ويطالبون بسرعة تخليص الجمهورية من خطرها الكهنوتي، فمنذ نشأتها لم يعرف الشعب اليمني عن المليشيا سوى الإرهاب والطائفية، وخيانة العهود والتنصل من الاتفاقات التي تبرمها، ولم يسبق أن أوفت أو نفذت اتفاقًا واحدًا وقعت عليه.

 

ولم تشتهر مليشيا الحوثي سوى بخيانة الاتفاقات والتنصل عنها، بدءاً بحروب التمرد الست، إلى حرب دماج، مرورًا باتفاق السلم والشراكة، ووصولًا إلى اتفاقات الهدنة والمفاوضات السياسية.

 

تجيب مصادر سياسية مطلعة على تاريخ المليشيا، أن الأخيرة لا تملك قرارها، بل إنها مسلوبة القرار الذي هو بيد إيران، ضف إلى ذلك، أن مشروع المليشيا إرهابي كهنوتي طائفي إمامي، لا يتوافق مع ما كانت توقع عليه.

 

مسيرة نفاق راكمت في جعبتها أقذر أساليب الكذب وتكتيكات الهروب من الالتزامات عبر تاريخ يمتد منذ كان أفراد هذه العصابة الحوثية يعملون قطاع طرق في جبال صعدة حيث نسفت وتنكرت لأكثر من 70 اتفاقا وصلحا والتزاما.

 

و يحفل تاريخ المليشيا الحوثية بعشرات الاتفاقات التي وقعت عليها وأفشلتها لاحقًا، بدء باتفاقات حروب التمرد الست على الدولة، مرورا باتفاق دماج واتفاق السلم والشراكة مع القوى السياسية والذي أفشلته لاحقًا، وبعده كذلك، وقعت اتفاقًا مع المؤتمر الشعبي العام وأفشلته واغتالت زعيمه الرئيس السابق الشهيد علي عبدالله صالح، إضافة إلى أنها وقعت العديد من الاتفاقات والهدن برعاية الأمم المتحدة خلال السنوات الماضية وأفشلت جميعها.

 

أخر هذه الاتفاقات والعهود، توقيع عصابة الحوثي اتفاق السويد مرغمة نهاية العام الماضي تحت ضربات أبطال القوات المشتركة والتحالف، حيث استنفرت لندن لإنقاذها قبل أن تدوس على بقاياها بيادات الأبطال معلنة قبول الانسحاب من مدينة الحديدة وموانئها، لكن سرعان ما تنصلت وتحايلت لتلجأ لممارسة هوايتها المعروفة في تعكير الأجواء والتمادي بلعب دور الكبير وصاحب الحق على الأرض.

 

وفيما بخص ملف الأسرى لم يختلف أداء ونفاق المليشيا الحوثية عن ملف الحديدة فهي تعلن عن استعدادها التبادل، ويقترب الوسطاء من نقطة النهاية لتبدأ العصابة وضع المعوقات والعراقيل التي وصلت حد الانتقائية في هذا الملف لأسماء وسلالة ومناطق.

 

همجية الحوثية في تعاطيها مع الجميع تجاوزت خصومها إلى أتباعها حيث تعرقل هذه العصابة كل الجهود التي يمكن أن تقود إلى إطلاق أسراها لدى الجانب الآخر مقدمة الانتقائية المزدوجة في تقديم ما هو سلالي على ما دونه، أي جماعة يمكنها أن تصل إلى هذه الدرجة من النفاق حتى وهي تفاوض على إطلاق من قدمتهم ذات يوم إلى محارقها في الجبهات.

 

وبالتالي فإن أي رهان مستقبلي على تنازل من هذه المليشيا الحوثية التي تديرها طهران وحزب الله في أي من ملفات الاتفاق هو رهان خاسر لأن العود الأعوج لا يمكن أن يستقيم وكسره يصبح ضرورة ملحة لتلافي أضراره.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية