من التمرد الأول إلى «ستوكهولم».. مسيرة النفاق الحوثية
طرح قائد المقاومة الوطنية، عضو قياد القوات المشتركة العميد طارق محمد عبدالله صالح توصيفا للحوثي وجماعته ينطلق من التراث الإسلامي، بتنزيله علامات المنافق الواردة في حديث نبوي على الحوثيين، ونقل في تغريدة له على صفحته الرسمية في تويتر، مساء الأربعاء، نص الحديث " آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان"، قال العميد طارق إن جميع ما أورده الحديث ينطبق على الحوثي وجماعته.
وفي تغريدة بذات اليوم أشار الناطق باسم المقاومة الوطنية، عضو قيادة القوات المشتركة العميد صادق دويد إلى واحدة من الحالات المؤيدة لتوصيف العميد طارق متعلقة بانتقائية مليشيا الحوثي لبند تبادل الأسرى في اتفاق العاصمة السويدية ستوكهولم المبرم أواخر العام الماضي بين الأطراف اليمنية.
الوقائع تجعل من توصيف العميد طارق الذي يمكن التعبير السياسي عنه في نقض المليشيا الحوثية لأي اتفاقات، حقيقة منهجية في السلوك الحوثي تجاه مختلف القضايا.
على مدى يقارب السنة ظلت المليشيا تتنصل بأشكال متعددة الوجوه من اتفاق ستوكهولم، بارتكابها عشرات آلاف الخروقات لوقف إطلاق النار في مناطق محافظة الحديدة، وإعاقتها إيجاد ممرات إنسانية آمنة، إضافة لما يتعلق بقضية الأسرى كما أوضح ناطق المقاومة، وكذا تفكيك حقول الألغام والانسحاب من موانئ المحافظة وغيرها من الترتيبات العسكرية والأمنية.
ومع أن الاتفاق واضح في تولي لجنة تنسيق ثلاثية مشتركة ترأسها الأمم المتحدة إجراء الترتيبات العسكرية والأمنية لتنفيذ الاتفاق، سعت المليشيا لتضليل الرأي العام بمسرحيات طفولية، تسميها " مبادرات من طرف واحد"، تضعف في حقيقتها دور لجنة التنسيق وتعيق تنفيذ بنود الاتفاق بحركات بهلوانية، كان أبرزها مسرحية الانسحاب من ميناء الحديدة، جعلتها محل تندر اليمنيين وتداول نكات سياسية كتلك التي تقول "الحوثيون سلموا الميناء لأنصار الله".
وبالخصوص قال أحد المراقبين أن مقولة الانسحاب أكدت، قبل مراوغة المليشيا، أنها كاذبة الحديث، مخلفة الوعد، كما وصفها قائد المقاومة الوطنية. وأوضح المصدر المراقب "إذا كانت صادقة في انسحابها، المرة الأولى، وشغّلت آلتها الإعلامية لإقناع الرأي العام بجنوحها للسلم، فلماذا كررت انسحابها مرة أخرى، رغم أنها لم تنسحب في المرتين، فإنها لا تستخف فقط بعقول اليمنيين بل وبعقول الموالين لها، سيما وهي تزعم أنها حركة دينية يشكل القرآن محور مواقفها".
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة في سلوكية نقض المواثيق والعهود من المليشيا الحوثية، لأن المسألة داخلة في طبيعة الحركة التي يشكل مبدأ "التقية" القادم من فارس مبدءا سياسيا وطائفيا لها.
منذ بداية تمردها في العام 2004 كانت تطلق تعهدات بعضها مكتوبة بالتزامات معينة سرعان ما تخرقها بمجرد سنوح أدنى فرصة، بما في ذلك اتفاق الدوحة أوائل العام 2008.
وكثيرا ما كرر قادة المليشيا تصريحات الزهد بالسلطة، من أوضحها خطاب لزعيم المليشيا عبدلملك الحوثي، عند حصار مجاميعها لصنعاء في سبتمبر 2014، أكد فيه أن مليشياته لا تطمح إلى السلطة وقال وقتها إن مطالب جماعته تنحصر في تغيير الحكومة، وإعادة النظر في سعر المشتقات النفطية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، والمطلب الأخير مطاطي كون بنود مخرجات الحوار تقارب 1500 بند تحتاج سنوات لتحقيقها، فيما المطلبان الأولان تم تنفيذهما.
بالموازاة قابلت المليشيا، مساعي التهدئة باقتحام صنعاء في 21 سبتمبر 2014، ووافقت مساء نفس اليوم، بحضور مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بن عمر، على ما عُرف باتفاق السلم والشراكة، الذي أعطاها الكثير سياسيا مقابل التزامات أمنية، سرعان ما نكثتها الأيام التالية بالسطو على منازل شخصيات حكومية واجتماعية وقيادات حزبية وعسكرية، تطورت لاحقا إلى فرض إقامة جبرية على قيادات الدولة والحكومة، انتهت بطرد الجميع خارج البلد واحتلال أغلب المحافظات اليمنية.
مارست المليشيا الحوثية عبر تاريخها أكبر عملية خداع واحتيال على اليمنيين، ما يؤهلها بجدارة لأن تجمع صفات المنافق، وتتفنن فيها.