أوروبا تهدد إيران بالانسحاب إذا واصلت انتهاك الاتفاق النووي
واصلت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تعنتها فيما يتعلق بالملف النووي، مؤكدة أن طهران ستواصل خفض التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي المبرم مع قوى عالمية عام 2015، فيما حذرت دول الثلاثي الأوروبي الباقية في الاتفاق ببدء الانسحاب منه إذا ما واصلت طهران انتهاكاتها.
وقال الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي إن هناك خطوات جديدة مرتقبة إزاء خفض التعهدات النووية إذا لم تتخذ الأطراف المقابلة ما وصفها بـ"خطوة مناسبة".
تصريحات "كمالوندي" جاءت خلال مراسم افتتاح دورة تدريبية بالقانون النووي في مقر المنظمة بالعاصمة طهران، ونقلتها وكالة أنباء فارس (شبه رسمية)، الأحد.
وتواصل إيران منذ مايو/أيار الماضي استعداء المجتمع الدولي فيما يتعلق ببرنامجها النووي المثير للجدل، حيث لا تزال تواصل تقليص التزامات مفروضة عليها بموجب الاتفاق النووي منذ 4 سنوات مرتبطة بتخصيب اليورانيوم وتخزين الماء الثقيل.
وتزعم طهران أن نكث التعهدات النووية يأتي ردا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في مايو/أيار 2018، في حين زعم كمالوندي الذي يتولى أيضا منصب مساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن هذه الإجراءات تأتي بعد عام من الصبر الاستراتيجي.
ووصف عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، الثلاثاء، الوضع الراهن للاتفاق النووي المبرم مع دول 5+1 بأنه "غير جيد" عقب دخوله مرحلة العناية المركزة.
ومجموعة 5+1 (هي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن؛ الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا، والصين) بالإضافة إلى ألمانيا، التي تتولى المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي.
وبعد يوم واحد من تصريحات عراقجي، رجحت فيديريكا موجيريني، مسؤولة السياسة الخارجية في دول الاتحاد الأوروبي، صعوبة الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني حالياً، معربة عن أملها في أن تتعامل إيران بعقلانية والتراجع عن نكث التزاماتها المنصوص عليها سابقا.
وهددت دول الثلاثي الأوروبي الباقية رهن الاتفاق النووي الإيراني "بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا" ببدء الانسحاب منه بحلول نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إذا ما واصلت طهران انتهاكاتها بهذا الصدد.
وبدأت الانتهاكات النووية الإيرانية منذ 6 أشهر مضت بتجاوز طهران المستوى المحدد لها للاحتفاظ باليورانيوم منخفض الكثافة عند 300 كجم، ثم رفع مستوى التخصيب بنسبة 4.5% خلافا لنسبة 3.67% المنصوص عليها، وأخيرا بدء تركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة داخل منشأة نطنز النووية الواقعة وسط البلاد.
وفي تأكيد على استمرار نهج طهران العدائي، قال المرشد الإيراني علي خامنئي، الأربعاء الماضي، إن بلاده ستواصل تخفيض التزاماتها المنصوص عليها بالاتفاق النووي.
ونقلت وكالة أنباء تسنيم (شبه رسمية)، عن خامنئي خلال كلمة أمام حشد من جنرالات بارزين في مليشيا الحرس الثوري الإيراني، قوله إن "إيران يجب أن تستمر بجدية في تخليها عن التعهدات النووية".
وحمّل خامنئي، في خطابه الذي ألقاه داخل حسينية الخميني (المرشد الإيراني الأول) بالعاصمة طهران، منظمة الطاقة الذرية الإيرانية مسؤولية متابعة نكث التزامات الاتفاق النووي الموقع قبل 4 سنوات.