حيس عطشى.. فجر الحوثيون مشروع الماء عند اندحارهم ومحاولات إسعافية غير كافية
عدادات مياه معلقة على جدران مباني مدينة حيس، توقفت أرقامها عن الدوران، ولن يكون بوسعها العمل مستقبلا، وأنابيب نقل المياه إلى المنازل، خلت من الماء منذ أمد، وتآكلت بفعل الرطوبة، وتوقف ضخ المياه خلالها من وقت قرر الحوثيون حرمان سكان المدينة من الماء ووضعهم في معاناة شاقة، تضاف إلى مآس أخرى سببها أنصار الموت.
من الدُنين غرب حيس، كانت المياه تتدفق إلى المدينة عبر مشروع مركزي أنشأته الدولة في السابق، لكن هذا المشروع الحيوي فجره الحوثيون بُعيد طردهم من المدينة قبل عام ونصف فعاش سكان حيس معاناة قاسية لم يسبق أن عاشوا مثلها نتيجة انعدام المياه.
ومنذ ذلك اليوم المشؤوم يقضي السكان أيامهم بقلق وخشية، فرغم حصولهم على مشاريع إسعافية تقدمها منظمات لتوفير المياه عبر نشر خزانات في الأحياء وملئها عن طريق الصهاريج المتنقلة، لكن في بعض الأحيان يتعثر السكان في الحصول على الماء بسبب زيادة الطلب وعدم كفاية مشاريع الإسعاف.
يقول سكان التقاهم فريق من "وكالة 2 ديسمبر" إن القوات المشتركة تعمل في الأحيان الضرورية على إسعاف بعض الأحياء بصهاريج المياه إذا تعثرت المنظمات في توفيرها، لكن الجميع في المدينة يتوق لعودة المشروع العام الذي كان يصل إلى كل منزل والخلاص من هذه المعاناة التي فرضها الكهنوت الحوثي.
محمد عكيش وهو مدير مؤسسة المياه في حيس، قال للوكالة إن المشروع بات معطلا كليا ولا يجد السكان مجالا للتزود بالمياه إلا عن طريق الخزانات الإسعافية التي نشرت في الأحياء لمواجهة هذه الأزمة. لافتا إلى أنه يتم ملؤها يوميا.
خلال جولة مصورة نفذها فريق "وكالة 2 ديسمبر" لوحظت عشرات الخزانات الفارغة في الأحياء، وفي أحياء أخرى يصطف العشرات في طوابير لانتظار أدوارهم حتى يجدون فرصتهم لتعبئة بعض الجالونات والعودة إلى المنازل.
وتمثل هذه المأساة التي يشكو منها كافة سكان المدينة ، واحدة من فيض المآسي التي اجتاحت مدينة حيس بسبب العدوان الحوثي الذي فرض هذه المعاناة على المدينة وسكانها.