العراقيون يطالبون بكشف الفساد الحكومي وتوفير الخدمات وإنهاء النفوذ الإيراني
لليوم الثاني على التوالي، تتصاعد التظاهرات الاحتجاجية في المدن العراقية، والمطالبة بمكافحة الفساد ورفع المستوى المعيشي للمواطنين وقطع التدخل الإيراني في شؤون البلاد.
وتحدثت وسائل إعلام عراقية عن تجدد الاحتجاجات منذ عصر اليوم في العاصمة بغداد ومدن الناصرية والنجف والكوت والديوانية والبصرة وذي قار في مظاهرات شعبية واسعة.
ورفع المتظاهرون خلال المسيرات شعارات تطالب إيران ومليشياتها بالخروج من العراق، وأحرقوا العلم الإيراني، ورددوا هتافات: "إيران برا برا.. بغداد تبقى حرة". مطالبين وضع حد لتدخلات النظام الإيراني.
واستخدمت قوات الأمن العراقية القوة المفرطة ضد المحتجين في بغداد، حيث أطلقت الرصاص الحي في تفريق مظاهرتين بحي الشعب شمال العاصمة، وحي الزعفرانية جنوبا. كما أطلقتها على متظاهرين أغلقوا طريقا رئيسيا يربط بين العاصمة والمدن الشمالية.
وارتفعت مساء اليوم حصيلة القتلى الاحتجاجات الشعبية العارمة في العراق إلى 7 أشخاص بينهم شرطي، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.
وكان مدنيان قتلا أمس وأصيب نحو 200 شخص بجروح، على يد القوات الأمنية في بغداد وجنوب البلاد، التي استخدمت في تفريق المتظاهرين الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع.
إلى ذلك تحدثت مصادر إعلامية عراقية عن اقتحام المتظاهرين مبنى المحافظة وعدداً من مقرات الكيانات المدعومة من إيران في ذي قار جنوبي العراق،وأشاروا إلى سماع اشتباكات مسلحة في المدينة بين المحتجين وقوات الأمن.
وأعلنت السلطات العراقية فرض حظر تجوال في محافظة ذي قار جنوبي البلاد، بدءا من الساعة الثامنة مساء، حسبما كشفت وكالة الأنباء العراقية.
من جهة أخرى، قالت مصادر إعلامية عراقية إن خدمات شبكات التواصل الاجتماعي مثل "الواتساب" و "فيسبوك" قد توقفت عن العمل في أجزاء واسعة من البلاد وسط مخاوف من قطع الاتصالات وخدمات الانترنت.
ويطالب العراقيون الذين أنهكتهم الحروب انقطاع مزمن في التيار الكهربائي ومياه الشرب جراء الفساد المستشري في البلاد منذ سنوات بكشف ملفات الفساد المهولة وتوفير الخدمات الأساسية ومواجهة البطالة، وقطع النفوذ الإيراني وسياساته التخريبية في البلاد.
وبحسب تقارير رسمية، فمنذ عام 2003، اختفى نحو 450 مليار دولار من الأموال العامة، أي أربعة أضعاف ميزانية الدولة، وأكثر من ضعف الناتج المحلي الإجمالي للعراق.