تغييرات حوثية في المناهج الدراسية تفسر القرآن ب"ملازم" مؤسسها
أواخر العام 2016 شكلت سلطة الحوثيين حكومة بصنعاء، تولى فيها يحيى الحوثي،شقيق زعيم المليشيا، وزارة التربية والتعليم. فكان من أوائل أعماله تشكيل لجنة لإعادة النظر في المناهج التعليمية،إلا أن بقية القوى المجتمعية،ومنظمات خارجية ممولة، رفضت العبث بالمناهج.
لجأت المليشيا بعدها إلى التدرج في عملية التغيير، مدخلة بعض أفكارها الطائفية في مواد القرآن والإسلامية والاجتماعيات لا سيما التاريخ والتربية الوطنية.
تزامنا مع بدء العام الدراسي تجددت إثارة العبث الحوثي في المناهج نتيجة اكتشاف أولياء أمور لتغييرات في مواد الصفوف الأولى، تتسرب عبرها مقولات حوثية طائفية، تمجد حكم الأئمة البائد،وتدعم أفكار العنف الطائفي.
وطبقا لأولياء أمور، وتربويين أجرت مليشيا الحوثي الإرهابية تغييرات جوهرية جديدة في المناهج الدراسية، مستهدفة بشكل خاص طلاب المرحلة الأساسية.
وقالت مصادر تربوية إن المليشيا التي تسيطر على وزارة التربية والتعليم بصنعاء وعبر عدد من اللجان التابعة لها بالوزارة قامت بتغيير المناهج الدراسية في مادة القرآن والإسلامية بشكل خاص، مدرجةً مضامين طائفية في محتواها.
وأوضحت المصادر أن ماتسمى "اللجان الحوثية" غيرت -كمثال- المنهج الدراسي لمادة القرآن الكريم الخاص بالصف الثاني الاساسي، وضمنتها تفسيرات لعدد من السور تستند إلى "ملازم" مؤسس الجماعة الصريع حسين بدر الدين الحوثي.
وأضافت المصادر إن التغييرات اشتملت مضامين طائفية تدعو لاعتناق أفكار مليشيا الحوثي والحث على القتال في صفوفها باعتباره عملاً "جهادياً".
ومع تفاقم التحديات وتزايد سطوة الممارسات الحوثية المربكة للعملية التعليمية في مدارس صنعاء،والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها، يواجه جيل كامل من اليمنيين مستقبلاً غامضاً، يحيل الآلاف من ضحايا ضياع التعليم إلى محاربين محتملين في سبيل المشروع الحوثي الكهنوتي.
وأظهرت صور عدة من منهج التعليم الأساسي، تداولها ناشطون محليون على شبكات التواصل، تغيراً واضحاً في المنهج من قبل المليشيا، وحقنه بأفكارها الطائفية، الأمر الذي سيخلق جيلاً عدائياً يحكمه الفكر الطائفي، وفقاً للناشطين الذي قدموا صورة من مادة الرياضيات للصف الأول الأساسي «تمت الإشارة فيها إلى الأعداد بلوحات وشعارات الجماعة الطائفية التي تدعو إلى الموت، مما يهدد بتغيير فكر الأطفال، وخلق جيل مشوه وعدائي على المدى البعيد يعتنق الفكر الطائفي والمذهبي».
ويرى الناشطون أن الجماعة الانقلابية تسعى جاهدة إلى تغيير قيم المواطنة والمساواة والهوية الحضارية، وإذابة الفوارق الطبقية والعنصرية والطائفية في البلاد.
وتسعى المليشيا من وراء تغيير المناهج الدراسية، وفقاً لما ذكره سكان من صنعاء، إلى تفخيخ عقول الطلاب، وشحنهم طائفياً، والزج بهم في جبهات القتال، وكذا تبييض صورتها كجماعة انقلابية خاضت 6 حروب ضد الدولة، وهو ما تم من خلال حذف كل ما له صلة بتمرد صعدة في المناهج الدراسية، واستبداله بإشارات إيجابية عن حركتهم، والانقلاب الذي قاموا به لاحقاً في عام 2014، بصفته «ثورة».
وأوضح عدد من أولياء الأمور أن لجاناً حوثية شرعت بالمرحلة الأولى من التغيير الذي طال المناهج التعليمية، وانحصر في مقررات اللغة العربية والتربية الإسلامية والتاريخ.
وأشاروا إلى أن ذلك يعكس حقيقة التوجه الحوثي في هذه المواد، وتغيير القضايا المتعلقة بالثورة اليمنية ضد النظام الإمامي في عام 1962، التي ينظر إليها الحوثيون على أنها انقلاب، وهو ما يحاولون تكريسه في المناهج الجديدة.
مراقبون وصفوا، من جانبهم، إقدام المليشيا على تغيير المناهج الدراسية بـ«السابقة الخطيرة»، وعدوا تلك التغييرات الطائفية محاولة حوثية لتشويه أفكار الطلاب، بالتعبئة الطائفية، واستحضار الخلافات المذهبية، والسعي لتنشئة جيل عقائدي موالٍ للجماعة الطائفية.
ويؤكد مهتمون إن محاولة إعادة تشكيل ثقافة اليمنيين وفق التصورات الحوثية الطائفية تمثل أولوية قصوى في أجندة المليشيا. مشيرين إلى تعيين الرجل الثاني فيها، يحيى الحوثي، لتولي المهمة.
و يعرف عن يحيى الحوثي أنه صاحب مقترحات قديمة، منذ أن كانت المليشيا جماعات قليلة في كهوف مران، تدعو لتعديل المناهج التعليمية، وإنشاء جامعة خاصة بالمليشيا.