استهدفت أحد وزرائها. . تصفيات حوثية بينية على طريقة "العبوات" الداعشية
لم تتوقف عمليات التصفية البينية وسط أجنحة المليشيا الكهنوتية المدعومة إيرانيا، عند الشيخ أحمد العشملي الذي قتله الحوثيون في نهاية أغسطس الفائت في إحدى المطاعم بشارع عمران شمالي العاصمة، وكان آخر اسم يدون في قائمة القادة الحوثيين الذين تمت تصفيتهم من قبل المليشيا نتيجة الصراعات المحتدمة داخل أروقة الكهنوت، بل عادت التصفيات إلى الواجهة مجددا ودخلت مبنى الحكومة الانقلابية غير المعترف بها.
لكن مع استمرار حالة اللا ثقة بين الأطراف الحوثية التي تطمع بتصدر المشهد يبدو أن القائمة ما زالت بحاجة لعشرات الأسماء من قيادات الحوثي قبل أن تتفجر حالة الصراع ظاهريا، بدلا عن تغليفها حاليا بقالب السرية لإظهار حالة من التماسك داخل منظومة الكهنوت الذي بات متصدعا تسوده فوضى عارمة تدور في الكواليس.
وعادة ما كانت المليشيا الكهنوتية الإرهابية تستخدم الإعدام بالرصاص والحوادث المرورية والإخفاء القسري، أساليب لتصفية القادة الذين تشك بميولهم نحو طموحات تتجاوز الوظائف التي أسندتها لهم لخدمة مشرعها، وعلى هذه الأساليب لقي كثير من قادة المليشيا الإرهابية حتفهم في عمليات تصفية بينية لم تشهدها المليشيا من قبل.
بالأمس أدخل الحوثيون أسلوبا من أساليب داعش والقاعدة ضمن أساليب التصفية، وذلك من خلال استخدام "العبوات الناسفة" التي تدخل للمرة الأولى إلى ميدان التصفيات، حيث جرى زرع عبوة ناسفة مرتبطة بجهاز تفجير عن بعد أمام منزل أحد وزراء المليشيا في الحكومة الظلامية غير المعترف بها دوليا.
واعترفت المليشيا ،البارحة، بانفجار عبوة ناسفة جوار منزل وزير المياه والبيئة التابع لها نبيل عبدالله الوزير، إلا أن الحادثة لم تسفر عن مقتله بسبب خلل فني أخر انفجار العبوة عن موعد وصول الوزير الى المكان المناسب، لكنها أحدثت خرابا في المنزل وهشمت نوافذه وتسببت بحالة من الإرباك في المكان.
وطبقا لمراقبين فإن العملية هذه لها تفسيرين، الأول إما أنها فشلت نتيجة خطأ فني، والثاني أنها قد تكون رسالة تحذيرية للوزير، ومن يقف خلفه، لها ارتباط بحالة الصراع البيني. ومع ذلك يُجمع المراقبون على أن الحادثة ناتجة عن صراع بيني وليس عن حدث أمني كما ادعت المليشيا.
وبعيد فشل مقتل الوزير، وخوفا من تحول الصراع الخفي إلى العلن بادرت المليشيا الى إبداء روايات من شأنها حرف مسار القضية إلى حادث أمني، قالت إنه ناتج عن محاولة استهداف وحشدت بيانات من الهيئات الخاضعة لسيطرتها لإدانة الحادثة وتحويلها عن مسارها الأصلي "الصراعات البينية" لامتصاص غضب الجناح الذي ينتمي إليه نبيل الوزير.