الموت من كل حدب وصوب.. "حيس" المدينة التي لا يغفل الحوثي عن قتل أهلها يوميا
لا حدود لقصص الموت التي يرويها سكان حيس عن جرائم مليشيا الكهنوت الحوثية في المدينة المشبعة بالدم جراء القبح الحوثي الأرعن، وتعطشه اليومي لسفك دماء مدنيين أبرياء إلا من جريرة هروبهم من قبضة الإذلال الحوثية في مناطق سطوة المليشيا أو تواجدهم في أمان مناطق الساحل المحررة.
حيس أرض معاناة ترتكب المليشيا في حق سكانها جرائم على نحو يومي دون أدنى وازع ديني، أو قيم أخلاقية وإنسانية.
"وكالة 2 ديسمبر" أوفدت فريقا خاصا قبل أيام لاستطلاع وضع السكان في المدينة الواقعة جنوب الحديدة، فكانت القصص المبكية تنهال من ألسن الناس الذين تسابقوا ليرووا حوادث الموت بالرصاص الحوثي بحق أقاربهم، حتى باتت كل منازل المدينة لا تكاد تخلو من ألم الفقدان لأعزاء قضوا نحبهم بجرائم حوثية.
"إحصائية الموت اليومي" كما يصفها أحد الحقوقيين في المدينة، وهو يطالعنا بقائمة الشهداء المدنيين الذين قتلوا بنيران الكهنوت الحوثي منذ تحرير المدينة من قبضة أهل الكهف الذين لجأوا للانتقام من الأبرياء لتعويض الهزيمة الساحقة التي تعرضوا لها على أيدي القوات المشتركة خلال معركة التحرير.
ويذكر الحقوقي بكيل النهاري، أن الجرائم الحوثية ترتكب على نحو يومي. مزيدا: لا يكاد يمر يوم على سكان حيس إلا وثمة جريح أو قتيل أو منازل تهدم. ما يجعل حيس ساحة تتكشف على يديها حقيقة هذه المليشيا الواردة من كهوف الظلم.
وأكد النهاري في تصريحات مصورة -تبثها الوكالة لاحقا- أن القتلى المدنيين الذين سقطوا بالنيران الحوثية وصل تعدادهم إلى أكثر من 177 قتيلا بينهم زهاء 40 طفلا، لافتا إلى أن عدد الجرحى وصل إلى نحو 340 جريحا أغلبهم باتوا معاقين نتيجة تعرضهم للقنص والألغام والعبوات الناسفة.
وتتضاعف معاناة سكان حيس مع موجة النزوح إلى المدينة، لاسيما مع فرار المدنيين من أرياف حيس التي ما تزال تحت السيطرة الحوثية ولجوئهم إلى المدينة طلبا للأمان، إذ إن الكثافة السكانية تعني حصيلة مرتفعة من الضحايا عند سقوط أي قذيفة أو صاروخ حوثي.
في السياق يشدد الراصد الحقوقي علي حمنة على أن القصف ما يزال مستمرا. مشيرا إلى أن المدينة تتعرض للقصف بثمان إلى عشر قذائف يوميا، بينما كان عدد القذائف التي تتساقط يوميا على حيس سابقاً يتراوح ما بين 30 إلى 50 قذيفة. حد قوله.
وبين في تصريحات خاصة للوكالة وثقت بالصوت والصورة ستبث لاحقا، أن هذا القصف الهمجي تسبب في دمار أكثر من 370 منزلاً وفق التوثيق الذي يرصده النشطاء الحقوقيون في حيس. مردفا، نحن نعيش في حصار وانقطاع للخدمات بسبب المليشيا الحوثية.
من جانبهم ذكّر عدد من السكان بالجرائم الوحشية التي يرتكبها عناصر الكهنوت الحوثي على نحو يومي في المدينة، وبينوا حالة الفزع التي يتسبب بها القصف خاصة في صفوف النساء والأطفال.
وبلهجة تعلوها نبرة الغضب وجّه السكان رسائلهم إلى مليشيا الحوثي وسيد كهفه عبد الملك الحوثي الذي يقود هذه المليشيات. مشددين على ضرورة مواجهتها بكل بسالة حتى ينتهي خطرها عن حيس وعموم اليمن التعيس بالحوثي ليعود سعيدا بالتحرير.