وكالة 2 ديسمبر الإخبارية

الثورة مستمرة...

توسعت دائرة الخلاف في صفوف المليشيات الحوثية الداخلية خاصة في محافظة الحديدة، بالتزامن مع اختلال جبهاتهم العسكرية في الساحل الغربي، ومواصلة القوات المشتركة تقدمها الميداني صوب مدينة الحديدة وميناءها الاستراتيجي غربي اليمن، التي يشكل ميناؤها منهلاً عذباً سمح للمليشيات البقاء كل هذه الفترة رغم الخسائر الفادحة التي تلاقيها يومياً في احتدام القتال على مختلف الجبهات.

إرباكٌ بحجم هول الصدمة تلك يفكك القوى الداخلية للمليشيات ويعمق حجم الهوة في الخلاف القائم داخل فصائل المليشيات، يمتد هذا التشظي إلى أبعاد مجتمعة أكثر فظاعة بممارسة المليشيات الحوثية للتخفيف عن نفسها من مصير محتوم يُرسم اليوم على التخوم المحاذية لمدينة الحديدة وعلى مسافة أقرب من المطار.
 

احتدام المعارك العسكرية على مشارف مدينة الحديدة واتضاح الواقع للمليشيات بحتمية السقوط هناك دفعها إلى ممارسة المزيد من العنف بحق سكان الحديدة، فحوادث الاعتقال وتشديد الإجراءات الأمنية ومراقبة حركة السكان كانت أبرز ملامح الوضع القائم في مدينة الحديدة خلال الأسبوع الماضي.
 

مؤخراً روج إعلام المليشيات الحوثية لانتصارات وهمية، وإلى ذلك يضيف "إنجازات أمنية" وتلك خطوة معنوية لإثناء مقاتليهم هناك من الانكسار حد الهزيمة الساحقة، وإرهاب السكان بسلطة القمع الهوجاء المُمارسة باستمرار ضد السكان في أي منطقة ما تزال ترضخ للسلطة المليشياوية.
 

انفعال المليشيات من الضغط الذي يضيق الخناق عليها يومياً بمحاذاة المدينة كشف الوجه الحقيقي لها بوضح أكثر، بعد أن نفذت عمليات اعتقال موسعة ضد المدنيين في الحديدة، وهي تصرفات تشبه ردة فعل صادرة عن "عجل ذبيح". إذ تُلقى تهماً جسيمة على المدنيين الذين يلاحقهم أمن المليشيات الوقائي، إما بوصفهم "عملاء وجواسيس" يرفعون الإحداثيات لمن تسميهم المليشيات بـ "العدوان" أو إرهابيون يحاولون زعزعة الوضع في المدينة. هكذا تلقى التهم فور اعتقال أي مدني لا صلة له بالحرب البتة.
 

وأكدت مصادر " وكالة 2 ديسمبر " في الحديدة، أن حملة اعتقالات منظمة تنفذها المليشيات الحوثية بالمحافظة وتطال المدنيين.
 

وقالت المصادر المتوزعة على مناطق متفرقة بالمحافظة، إن العربات الأمنية التابعة للمليشيات تجول على مدار الساعة في الأحياء والمناطق السكنية، إضافة إلى عربات أخرى تتركز في الأسواق والجولات تقوم برصد حركة المواطنين وإلقاء القبض على أي مدني تشتبه به المليشيات. مبينةً أن أغلب من تختطفهم المليشيات يُجهل مصيرهم حتى اللحظة فيما يهدد من يفرج عنهم بعقوبات مضاعفة في حال تم الاشتباه بهم مرة أخرى.
 

وبالعودة إلى تصريحات الناطق باسم المقاومة الوطنية العميد صادق دويد التي لفت فيها إلى أن "مدينة الحديدة تشهد حاليا انتفاضة شعبية كبيرة في وجه ميليشيات الحوثي وممارساتها الإرهابية بحق أبناء الشعب اليمني الأبي، في ظل انتظار الأهالي لحظة دخول قوات المقاومة لتحرير مدينة الحديدة ومينائها وتخليصهم من قوى الظلم والعدوان". تؤكد المعطيات أن المدينة تثور بصمت من الداخل ولعل اللحظة الحاسمة ستكون مشتركة بين القوات المشتركة على التخوم وأبناء الحديدة المناهضين للمليشيات من الداخل.
 

وما يؤكد الإرباك الذي يشق صف المليشيات في الحديدة عقب انهيار خطوطها الدفاعية، إقدام الحوثيين على قطع الطريق بين محافظتي الحديدة وريمة وبالذات الطريق الرابط "مديرية بيت الفقيه" لوجود "عناصر موالية للتحالف والقوات المشتركة" بحسب ما تزعمه المليشيات الحوثية، وذلك ترافق مع اختطاف العشرات من السكان لذات التهم.
 

والتجأت قيادات المليشيات الحوثية الإرهابية إلى بيع ممتلكاتها من عقارات ومحال تجارية، وعرضت عشرات العقارات للبيع بأسعار زهيدة لتفادي خسارتها بالكامل قبيل وصول القوات المشتركة إلى عمق المدينة وطرد المليشيات الحوثية منها. وأكدت مصادرنا الخاصة، أن قيادات رفيعة من المليشيات انتقلت من الحديدة إلى صنعاء.
 

لا يبدو الآن أن معركة الحديدة بعيدة عن التقدير الأقرب، فالمليشيات تعاني وضعاً صعباً داخل المدينة وتتخذ مختلف الأساليب للتخفيف من الضغوط التي تعيشها، فيما القوات المشتركة ترابط على مقربة من مطار الحديدة وتستقدم تعزيزات عسكرية للتحضير لمعركة الفصل في الساحل الغربي والانقضاض على المليشيا الحوثية في الحديدة وميناءها.