وجد اليمن نفسه أمام منعطفات جديدة، تزيد ميليشيا الحوثي الارهابية عمراً إضافياً، بعدما كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة في مطلع ديسمبر من 2018، قبل الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين الحكومة المعترف بها دوليًا وميليشيا الحوثيين في المحادثات التي جرت في ستوكهولم قبل تسعة أشهر.

 

وقال سياسيون لـ"وكالة 2 ديسمبر" إن توقف عمليات تحرير مدينة وموانئ الحديدة من قبضة ميليشيا الحوثي الانقلابية، زادها عمراً اضافياً، ومنحها الوقت الكافي لترتيب صفوفها، وتمويل موازنتها العسكرية، وخلق بيئة غير ودية بين القوات المناهضة لمشروع الحوثي الفارسي في اليمن.


وأضافوا أن اتفاق ستوكهولم الذي وقعته الحكومة المعترف بها دوليا ومليشيا الحوثي برعاية أممية ويتضمن انسحاب المليشيات الحوثية من مدينة وموانئ الحديدة مر عليه تسعة أشهر، ولم ينفذ وشبه مجمد، وشكل مكسبا كبيرا لوكلاء إيران، وباتت هجماتهم الصاروخية، والطائرات بدون طيار الإيرانية، خطراً كبيراً على أهم وأكبر موارد الطاقة في العالم بالمملكة العربية السعودية، والممر الملاحي الدولي في البحر الحمر، وتتوسع في هجماتها على الشعب اليمني


وتابعوا: " خسرت ميليشيا الحوثي قبل اتفاق ستوكهولم حوالي 70% من قوتها خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي 2018، وكانت تعيش رمقها الأخير الذي جعلها تمارس ألاعيبها وتظهر أنها ترغب بالسلام، وكانت في الحقيقة محاولة منها لإيقاف عجلة الانهيارات المتسارعة في صفوفها".


شاهد على نسف السلام

ويقف ملف الحديدة وفق اتفاق السويد الذي ينص على انسحاب مليشيا الحوثي من هذه المدينة وموانئها، وإعادة انتشار القوات الحكومية فيها، يقف شاهدا على نسف وكلاء إيران الحوثيين لعملية السلام.

خرقٌ للاتفاق تجسد من خلال إجراءات شكلية ومسرحيات هزلية لتسليم موانئ الحديدة، حيث قامت مليشيات حوثية ترتدي ملابس مدنية بتسليم الميناء لعناصر أخرى تتبعها بملابس قوات أمنية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها استخفاف بالراعي الأممي وانتهاك لاتفاق ستوكهولم وقرارات مجلس الأمن بشأن اليمن.

ولم يتوقف الإرهاب الحوثي عند مراوغتهم ومماطلتهم في تنفيذ اتفاق السويد، بل عمدوا إلى قصف عشوائي لمنازل المواطنين في مدن وقرى متفرقة في الحديدة أسفرت عن سقوط المئات من الشهداء والجرحى المدنيين وتدمير منازلهم وممتلكاتهم وتشريد الآلاف من الأسر نحو مخيمات النزوح بالمناطق المحررة ، فضلا عن عرقلة وصول المساعدات الإنسانية ونهبها.

وعلاوة على عرقلة مرور المساعدات، أقدمت المليشيات أيضا خلال الأشهر الماضية على قصف مخازن برنامج الأغذية العالمي في الحديدة، وتدمير المنشآت الصناعية والتجارية في مشهد يكشف عن الوجه الآخر للمخطط الحوثي لضرب أدنى مقومات الحياة في اليمن.

ويؤكد خبراء وسياسيون يمنيون، أن اتفاق ستوكهولم دخل نفقا مظلما بعد مرور أكثر من 300 يوم على إعلانه من قبل الأمم المتحدة، جراء عبث ومراوغات وتنصل مليشيا الحوثي أمام المجتمع الدولي فضلا عن جرائمها وخروقاتها المتصاعدة في الحديدة.

ملف الأسرى وتعز
وإلى جانب ملف الحديدة المعطل قسرا من قبل المليشيات بالمراوغات يشكل تبادل الأسرى ولجنة التفاهمات حول تعز ما يسمى باتفاقية ستوكهولم، وهي ملفات أيضا معطلة منذ دخوله حيز التنفيذ في 18 من ديسمبر2018.

وكما كان حال ملف الأسرى الذي كان من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في غضون 40 يوما من التوقيع، ضحية لمناورات الحوثيين، لا تزال تعز المحاصرة من قبل مليشيا الحوثي منذ 4 أعوام؛ تقبع وراء حواجز المليشيات الحوثية التي حولت المدينة إلى ساحة يتساقط فيها المدنيون بشكل شبه يومي بقذائف الهاون ورصاص القناصة.

فالسجل الإجرامي الحوثي في تعز ما زال مزدحما بالانتهاكات بدءا بالخطف والتعذيب، مرورا بالتشريد والتهجير والتدمير، وصولا إلى القتل والتجويع.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية