وسط حضور إقليمي ودولي كبير، جرى اليوم (السبت) التوقيع بشكل نهائي على اتفاق المرحلة الانتقالية في السودان، بين المجلس العسكري الانتقالي السوداني وقوى «الحرية والتغيير».

واعتبر آبى أحمد رئيس وزراء إثيوبيا أن اتفاق المرحلة الانتقالية بالسودان يعد بمثابة بداية مرحلة جديدة، مجدداً الالتزام بدعم السودان خلال المرحلة الانتقالية.

وطالب أحمد في كلمته في الخرطوم بضرورة التعاون ووحدة الصف في السودان، مشيراً إلى أن الطريق إلى الديمقراطية بدأ الآن. وأكد على ضرورة التمسك بالتحول الديمقراطي والالتزام بمبادئ الديمقراطية، وبناء المؤسسات بالتعاون بين الجميع.

ووصف رئيس حزب الأمة القومي السوداني الصادق المهدي توقيع الاتفاق بأنه «عبور إلى الحكم المدني في السودان»، مؤكداً أن هذا الاتفاق سيحقق السلام والتحول الديمقراطي في البلاد عبر انتخابات حرة نزيهة.

وأضاف المهدي أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة التوحد لا إقصاء فيها، ليشارك الجميع في عرس ونصرة السودان، مؤكداً أن نضالات الشعب السوداني للعمل المدني ستظل حارساً للحكم الرشيد في السودان، مشيراً إلى أن الشعب السوداني هو صاحب هذا الإنجاز، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.

إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي (ممثلاً للاتحاد الأفريقي) دعم القاهرة لآمال الشعب السوداني، مشيداً بالجهود الإقليمية التي ساعدت في التوصل إلى اتفاق الفترة الانتقالية.

وقال مدبولي إن مصر لن تدخر جهداً في تقديم كل أشكال الدعم الممكن للسودان الشقيق خلال الفترة المقبلة، بما في ذلك الدعم السياسي في المحافل الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الاتحاد الأفريقي، حتى يستعيد السودان مكانته المتميزة في القارة.

وأضاف أن الاتفاق يمثل خارطة طريق للسودان في المرحلة المقبلة سيعمل الجميع على المساعدة في تنفيذه ونجاحه، مشيراً إلى أن الاتفاق يؤرخ لمرحلة جديدة في السودان يحصد فيها الشعب السوداني ثمار تضحياته.

ومن جانبه، أشاد بيكا هافيستو، ممثل الاتحاد الأوروبي إلى السودان وزير خارجية فنلندا بالشعب السوداني الذي نجح في إسماع صوته للعالم وتحقيق تحول ديمقراطي يؤسس لفترة السلام والمصالحة وتحقيق الاستقرار وإقامة حكومة مدنية.

وطالب هافيستو اليوم (السبت) في الخرطوم الفرقاء السياسيين بالحوار والاتفاق فيما بينهم، مشيراً إلى أن الاتحاد الأفريقي يريد مناقشة القضايا الخلافية داخل السودان.

وشدد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي على أهمية الاتفاق الانتقالي في السودان. وقال فكي إن الاتفاق لم يكن أمراً سهلاً، مشيداً بالجهود التي بذلت لتذليل العقبات ومواجهة التحديات.

ووصف الاتفاق بـ«الإنجاز التاريخي»، مشيراً إلى أنه جاء تعبيراً عن إرادة الشعب السوداني في مواجهة التحديات الجسام. وقال إن الوضع في السودان معقد للغاية بسبب ما تعرض له من تهميش وحروب، ترتب عليها كوارث وأطماع وصراعات.

وأكد الوسيط الأفريقي محمد الحسن ولد لبات أن توحد القارة الأفريقية وراء دعم الاتفاق في السودان، مشيراً إلى أن اتفاق السودان جاء نتيجة إرادة الشعب السوداني. وأضاف أن القارة الأفريقية أصبحت مصرة على الحفاظ على استقلال دولها ولتعطي من خلال هذا الاتفاق درساً للعالم في قدرتها على حل مشاكلها وأزماتها.

وحضر التوقيع أيضاً رؤساء تشاد إدريس ديبي ودولة جنوب السودان سيلفا كير ميارديت وكينيا أوهورو كينياتا، وعدد من وزراء خارجية الدول الأخرى وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية توقيع الوثائق الخاصة بالفترة الانتقالية بقاعة الصداقة بالخرطوم.

ووقّع المجلس العسكري السوداني وقوى إعلان الحرية والتغيير في الرابع من أغسطس (آب) الجاري بالأحرف الأولى على الوثيقة الدستورية التي تنظم الفترة الانتقالية التي تمتد لثلاث سنوات. وبحسب الخريطة الزمنية لتشكيل الحكومة الانتقالية، سيتم إعلان تشكيل المجلس السيادي غداً (الأحد)، وتعيين رئيس الوزراء يوم الثلاثاء المقبل، وتشكيل الحكومة يوم 28 أغسطس (آب) الجاري.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية