هل يتخطى «الأغذية العالمي» عراقيل الحوثيين المفتعلة لتجويع اليمنيين؟
عزز برنامج الأغذية العالمي من تحركاته لرفع مستوى التنسيق مع الحكومة اليمنية بعد فرض مليشيات الحوثي الإنقلابية مزيدا من القيود على العمل الإنساني والإغاثي ، وفي أعقاب انكشاف سرقتها للإغاثات المقدمة للجياع في اليمن وهو ما دفع برنامج الأغذية لتعليق جزئي لعمله في مناطق سيطرة المليشيات المدعومة من إيران.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن رئيس الحكومة اليمنية الدكتور معين عبدالملك، ناقش اليوم الخميس 11 يوليو 2019، في العاصمة المؤقتة عدن، مع مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي الجديد لدى اليمن عاصف علي بوتو خطة عمل البرنامج في اليمن وأوجه التنسيق والتعاون لتنفيذها، إضافة إلى كيفية مواجهة المعوقات والعراقيل التي تفتعلها ميليشيا الحوثي الانقلابية أمام الأعمال الإنسانية والإغاثية.
وأشاد رئيس الوزراء اليمني بجهود برنامج الأغذية العالمي وموقفه الواضح إزاء الممارسات الحوثية في نهب المساعدات، مؤكدا أن البرنامج شريك مع الحكومة في معالجة الأزمة الإنسانية التي تسببت فيها حرب ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وشدد الدكتور معين عبدالملك، على ضرورة التزام برنامج الغذاء العالمي بالمبادئ والمعايير الدولية والإنسانية عند توزيع المساعدات لكي لا تتحول تلك المساعدات إلى وقود للحرب ويُحرم منها المستفيدون، وجدد تأكيده حرص الحكومة اليمنية على إيصال الغذاء والمساعدات المقدمة من المانحين إلى المستفيدين من أبناء الشعب اليمني بكافة محافظات الجمهورية بدون استثناء.
وعبر رئيس الوزراء اليمني عن قلق الحكومة من تلف المخزون الغذائي في مستودعات ومخازن برنامج الأغذية العالمي في الحديدة، بسبب عراقيل وتهديدات الميليشيا الحوثية وإطلاقها القذائف بشكل متكرر على صوامع مطاحن البحر الأحمر وتقييد ومنع عمل الفرق الأممية.
هذه الخطوة من قبل برنامج الأغذية العالمي تأتي بعد تعليق جزئي لعملياته في إيصال الأغذية ،في نهاية يونيو، والتي تستهدف 850.000 شخص في صنعاء نتيجة لرفض مليشيات الحوثي استخدام نظام التسجيل البيومتري للمستفيدين (نظام البصمة البيولوجية) في توزيع المساعدات وكذا تدخلاتها في اعمل المنظمات.
وكان البرنامج قد كشف في ديسمبر 2018 أن مليشيات الحوثي تقوم بتحويل المساعدات الغذائية بشكل منهجي إلى غير مستحقيها في مناطق سيطرتها؛ حيث يقوم الحوثيون بالتحايل للاستيلاء على تلك المساعدات وبيعها في السوق السوداء،
كما اتهم المدير التنفيذي للبرنامج ديفيد بيزلي الحوثيين بسرقة المساعدات الغذائية خلال كلمته في جلسة مجلس الأمن الأخيرة معبراً - في وقت سابق- عن غضبه من هذه الممارسات التي قال إنها "ترقى إلى سرقة الطعام من أفواه الجياع، في الوقت الذي يموت فيه الأطفال في اليمن لأنهم لا يملكون ما يكفي من الطعام. هذا أمر شنيع.. يجب أن يتوقف هذا السلوك الإجرامي على الفور"..