بين الرسائل المغلفة بدعاوى السلام و الموجهة للغرب والأيادي الملطخة بدماء الأبرياء، تتدحرج تناقضات مليشيا الحوثي الإرهابية  ككرة الثلج لتنشر الفوضى والطائفية والانغلاق في اليمن والمنطقة.

 

ففي الوقت الذي يرتفع فيه صراخ قادتها باستعدادهم للسلام ووقف الحرب التي أشعلوها قبل 5 سنوات، تواصل المليشيات وبوتيرة أكبر مخططها الخبيث لتفخيخ مستقبل اليمن بقنابل موقوتة.

 

وهي المخططات التي تتخذ من عمليات الشحن والتعبئة الطائفية التي تستهدف عقول الأطفال والشباب أليات لها لتحويل النشء إلى مشاريع قتلة جدد.

 

مليشيا الحوثي التي لا تتوانى في استغلال كل فعالية أو مناسبة لتمرير مشروعها الإيراني الخبيث، وجدت ضالتها في المراكز الصيفية التي يقبل عليها الأطفال والشباب خلال فترة الإجازة الصيفية.

 

ومؤخرا، حوّلت المليشيا المراكز الصيفية من فعاليات رياضية وثقافية وترفيهية هدفها استغلال أوقات الفراغ خلال الصيف، إلى فرصة لاستقطاب مقاتلين جدد، وساحة تبث فيها سموم الطائفية في عقول الأطفال.

 

وكشف أحد مسؤولي المراكز الصيفية، طلب عدم ذكر اسمه، أن المليشيات الحوثية تحاول إفراغ الفعالية من محتواها وتحويل مسارها نحو اتجاهات خطيرة ستكون لها تداعيات كارثية في المستقبل.

 

وأضاف، أن المليشيات قامت بتعيين مشرف اجتماعي وثقافي في كل مركز لنشر أفكار الانقلابيين الطائفية المسمومة وتفخيخ أدمغة الأطفال و تجنيدهم لجبهات القتال.

 

وأشار إلى أن المراكز الصيفية صارت عبارة عن دورات تعبوية أشبه بتلك التي يسمونها "دورات ثقافية" ويجبرون الموظفين والمواطنين على حضورها.

 

ويتلقى الأطفال محاضرات ودروسا تدعو إلى كراهية الآخر ووجوب قتاله بزعم أن الجميع عدا الحوثي وأزلامه "أعداء الله ومنافقين" رغم أنهم يمنيون من أبناء جلدتهم.

 

وفي تأكيد على الأهمية البالغة التي تمثلها هذه المراكز بالنسبة لهم في إطار مخططهم التدميري الكبير، حرص زعيم المليشيات على الظهور مساء الأربعاء بالتزامن مع التدشين الرسمي، عبر كلمة متلفزة وجهها لمسؤولي المراكز والمشاركين فيها.

 

وشدد عبدالملك الحوثي، في كلمته التي بدت أشبه بالدروس والمحاضرات المملة التي ظل يرددها طيلة شهر رمضان، على ضرورة ربط ما سماها "العلوم والمعارف" التي سيتلقاها الطلاب المشاركون بالجهاد.

 

وردد زعيم الانقلابيين، خلال كلمته التي استمرت لساعة كاملة، عبارة "علم وجهاد" وهو الشعار الذي سيعتمد في جميع المراكز الصيفية.

 

وهو الشعار المفخخ الذي يفصح بشكل واضح عن الهدف الحقيقي من تنظيم الدورات الصيفية والاهتمام الزائد بها، حسب تأكيدات مراقبين.

 

ودعا الحوثي، في كلمته، المشرفين على المراكز إلى التمسك بنصوص القرآن التي تحث على القتال والجهاد وترك ما سماها العلوم المضللة وغير النافعة التي تعمل على إماتة الروح الإيمانية والجهادية، على حد قوله.

 

ولم تكتفِ المليشيا بذلك بل دعت الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى سرعة إرسال أطفالهم للمراكز الصيفية، على لسان متحدث الجماعة الإرهابية محمد عبدالسلام.

 

ويشير الاستنفار الحوثي إلى أن المليشيا ستقوم بأخذ الأطفال إلى المراكز الصيفية الطائفية بشكل إجباري لتنفيذ مخططاتها بغسل أدمغتهم في صنعاء وباقي المحافظات الخاضعة لسيطرتها بأفكار طائفية عنصرية.

 

واعتمدت مليشيا الحوثي ميزانية مالية تقارب الـ300 مليون ريال يمني للمراكز التي تنتظم عدداً من المحافظات، بدعم صندوق رعاية النشء والشباب التابع لوزارة الشباب والرياضة وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم في حكومة الانقلاب غير المعترف بها.

 

فيما يبلغ عدد المراكز الصيفية نحو 100 موزعة على 13 محافظة يمنية بما فيها أمانة العاصمة وفق مصدر مطلع في وزارة الشباب والرياضة بحكومة الانقلاب غير المعترف بها.

 

ورغم المطالبات المستمرة بوقف تجنيد الأطفال، فإن المليشيات الحوثية تتطلع إلى أن تصبح مثل هذه المراكز رافداً أساسياً لجبهاتها القتالية بآلاف المقاتلين الجدد لتعويض النزيف المستمر في صفوفها بعدما فقدت الكثير من مسلحيها في المعارك المستمرة منذ 5 سنوات.

 

ومنذ انقلابها على السلطة، حوّلت مليشيا الحوثي، المدارس والمساجد والمقرات الحكومية إلى معسكرات للتجنيد واستقطاب والمقاتلين.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية