باحثون يقتربون من استعادة خلايا مناعية تُفقد في الشيخوخة
نجح فريق بحثي أسترالي في تحديد بعض العوامل المؤثرة على الغدة الصعترية التي تفقد وظيفتها الهامة في دعم الجهاز المناعي بالجسم مع التقدم في العمر.
والغدة الصعترية، تقع أسفل عظمة الترقوة، وهي القوة المنتجة للخلايا التائية المناعية، التي تكافح العدوى في الجسم، وتتقلص وظيفة هذا العضو في فترة الشيخوخة، مما يؤدي إلى فقدان تدريجي لإنتاج الخلايا التائية وزيادة التعرض للأمراض.
وخلال الدراسة التي نشرت أول من أمس، في دورية سيل ريبورتز «Cell Reports»، حدد الباحثون بجامعة موناش بأستراليا، العوامل التي تؤثر على الغدة الصعترية وتؤدي لفقدان الخلايا التائية المناعية، وهو إنجاز يحدث لأول مرة، ويمهد الطريق لتطوير أدوية لاستعادة الخلايا التائية للمساعدة في مكافحة الالتهابات والسرطانات.
وتنتج الغدة الصعترية بعد فترة وجيزة من الولادة ذخيرة كاملة من الخلايا التائية، ولكن مع مرور الوقت تبدأ ببطء في فقدان الوظيفة، وكان معروفاً أن هذه الغدة تتدهور من سن البلوغ وما بعده، ويتناقص نتيجة لذلك إنتاج الخلايا التائية لدينا ونصبح أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات والسرطانات، ولم يكن معروفاً ما هي الآليات الكامنة وراء حدوث ذلك، وهو ما نجحت الدراسة الأسترالية في تحقيقه.
وتقول آن تشيدجي، الباحثة الرئيسية بالدراسة في تصريحات خاصة عبر البريد الإلكتروني لـ«الشرق الأوسط»: «توصلت مع فريقي البحثي عام 2014 إلى تحديد خلايا ظهارية في الغدة الصعترية البالغة، وأظهر البحث الجديد المنشور أول من أمس حدوث اختلال في وظيفة هذه الخلايا أثناء الشيخوخة ونجحنا في وصف الآليات الكامنة وراء هذا الخلل الوظيفي».
وحددت الدراسة عاملي نمو هما ««BMP4 و«Activin»، وأثبتت أن هذين العاملين مهمان لتحقيق التجديد الذاتي للخلايا الجذعية الظهارية الخاصة بالغدة الصعترية، وأن أي تغير في إنتاجهما أثناء الشيخوخة يؤدي إلى فقدان الخلايا الظهارية الناضجة، وهذا يؤدي بدوره إلى انخفاض القدرة لدعم إنتاج الخلايا التائية.
وتضيف: «هذه هي المرة الأولى التي يحدد فيها أي بحث أساساً لفقدان الخلايا الظهارية الناضجة والجزيئات التي تشارك في خلل الخلايا الجذعية الظهارية في الغدة الصعترية، ونحن الآن بحاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا عكس هذه التغييرات، وإعادة تنشيط الخلايا الظهارية اللازمة لإنتاج الخلايا التائية».