أثارت صور صادمة لمهاجر سلفادوري وابنته البالغة عامين لقيا مصرعيهما غرقاً أثناء محاولتهما عبور نهر ريو غراندي من المكسيك إلى الولايات المتحدة، الغضب بسبب الخطر الذي يواجه المهاجرون الساعون إلى اللجوء.


وكان أوسكار مارتينز راميريز فر من السلفادور مع زوجته البالغة 21 عاماً وابنتهما، وقرر القيام بالرحلة الخطرة للعبور من المكسيك إلى الولايات المتحدة بعد ظهر الأحد بحسب تقرير محكمة مكسيكية اطلعت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منه.

وكان راميريز يحمل طفلته على ظهره ويغطيها بالقميص الذي كان يرتديه لحمايتها، إلا أن التيارات العنيفة سحبت الاثنين وأغرقتهما أمام عيني والدة الطفلة التي نجت ووصلت إلى الشاطئ.

وعثر على الجثتين في ماتاموروس في ولاية تاماوليباس.

وأثارت الصور الصادمة للأب وابنته وهما ممددان على وجهيهما في الماء، الغضب في السلفادور والمكسيك، حيث واجهت حكومة الأخيرة انتقادات بسبب معاملتها للمهاجرين.

وانضم البابا فرانسيس بابا الفاتيكان إلى حالة الغضب العالمية إزاء غرق المهاجر وطفلته. وجاء في بيان للفاتيكان اليوم (الأربعاء): «بحزن شديد، شاهد قداسة البابا صور الأب وابنته اللذين غرقا في نهر ريو غراندي».

وأضاف البيان: «يشعر البابا بالحزن العميق لوفاتهما، ويصلي من أجلهما  وجميع المهاجرين الذين فقدوا حياتهم بينما كانوا يحاولون الفرار من الحرب والبؤس».

وأصدر رئيس السلفادور نجيب أبو كيلة بيانا أمس (الثلاثاء) وعد فيه بإعادة  جثتي الرجل وابنته "في أسرع وقت ممكن" إلى وطنهما، وعرض المساعدة الاقتصادية لأسرتهما .

وقال: «في يوم من الأيام سوف ننجح في بناء بلد تكون فيه الهجرة خيارا  وليس إجبارا. وفي الوقت نفسه، سوف نفعل ما هو ممكن. فيساعدنا الله».

ونشرت مجلة «جورنادا» المكسيكية صورة للضحيتين، كما انتشرت الصورة على  نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، ما أثار مقارنتها بصورة الطفل  السوري آلان كردي  (3 أعوام) الذي جرفت المياه جثته على الشاطئ التركي  عام 2015 وتسببت صورته في إحداث صدمة على مستوى العالم وأصبحت رمزا  لأزمة المهاجرين العالمية.

وقال فيليبو غراندي ، رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم  المتحدة، في بيان اليوم: «بعد أقل من أربع سنوات من وفاة كردي،  نواجه مرة أخرى أدلة مرئية قوية على موت أشخاص خلال رحلاتهم الخطرة عبر  الحدود».

وسبق أن تعرض الرئيس المكسيكي أندرس مانويل لوبيز أوبرادور اليساري الذي تولى منصبه في ديسمبر (كانون الأول) ووعد بحماية حقوق المهاجرين، للانتقادات بسبب الصور التي التقطها مصور وكالة الصحافة الفرنسية الأسبوع الماضي لعناصر من الحرس الوطني المسلحين وهم يعتقلون بالقوة امرأتين وفتاة في ريو غراندي.

وقال رئيس المكسيك أمس إن الـ15 ألف جندي الذين نشرتهم حكومته على الحدود مع الولايات المتحدة ليس لديهم أوامر لوقف المهاجرين من العبور، وتعهد بالتحقيق في الحادثة.

ويحمي القانون الدولي حقوق المهاجرين غير الموثقين بعبور الحدود للسعي للجوء، ولا توقف المكسيك عادة المهاجرين من العبور عند حدودها الشمالية.

إلا أن لوبيز أوبرادور يواجه ضغوطاً من الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن هذه القضية، وتسعى حكومته إلى تحقيق النتائج وتجنب فرض ترمب رسوماً جمركية على السلع المكسيكية كما هدد الشهر الماضي.

وفي السابع من يونيو (حزيران) توصل البلدان إلى اتفاق وافقت المكسيك بموجبه على تعزيز حدودها الجنوبية بنشر 6 آلاف من الحرس الوطني. وأمهلت واشنطن المكسيك 45 يوماً للتحرك.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية