الشعب الإيراني يدفع ثمن حماقات الملالي.. الخوف وقلة الحيلة يثقلان يومياتهم
يدفع الإيرانيون ثمن حماقات سلطات الملالي، ليتحمل الشعب كل معاناة هذه الظروف التي تشهدها البلاد بسبب تدخلات سلطاتهم في الشؤون الخارجية وزعزعت المنطقة بدعمها للإرهاب عبر ميليشياتها المتفرع في لبنان واليمن والعراق وسوريا.
ومع تدهور الوضع كل يوم يسعى الإيرانيون الى متابعة يومياتهم رغم خشيتهم من حرب بين دولتهم والولايات المتحدة، وإحباطهم إزاء واقع اقتصادي يزداد صعوبة.
كما في كل يوم، كانت الشاحنات في شارع كريم خان تفرّغ حمولاتها من علب الورق الابيض الكبيرة وصناديق الحبر المرسلة إلى عشرات المطابع.
يتفاوض الباعة والزبائن بشق الأنفس حول الأسعار في ظل حرارة تلامس 36 درجة مئوية، فيبدون لوهلة كأنّهم نسوا مخاطر وقوع نزاع مفتوح بين طهران وواشنطن.
غير أنّ مهراد فرزانغان، صاحب متجر، يقول لفرانس برس إنّ المخاطر تبقى ماثلة في الأذهان.
يضيف متنهداً أنّ "الناس والطبقة الوسطى هم من يعاني من الضغوط... قولوا لنا فقط إذا كانت الحرب ستقع".
ويتابع "نحن نجهل ما سيحصل. الواقع الاقتصادي يتدهور يوماً تلو آخر، العقوبات تشتد ومستوى معيشتنا يتأثر تدريجاً. كل ذلك لأنّ التوترات تتصاعد بين الحكومتين".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد الجمعة أنّه تراجع عن ضرب طهران قبل "عشر دقائق" من الموعد المحدد للضربة رداً على إسقاط طهران طائرة مسيّرة أميركية.
وتتصرف السلطات الإيرانية بتهور مع اشتداد الخناق عليها لتوجه تحذير السبت لواشنطن من أنّ "إطلاق رصاصة واحدة باتجاه إيران سيشعل مصالح أميركا وحلفائها" في المنطقة.
تزيد هذه التطورات من منسوب التوتر لدى سكان العاصمة الإيرانية.
في هذا الصدد، يقول شاهرام بابايي (38 عاماً) إنّ "الوضع غير مستقر وثمة مخاطر لاندلاع حرب. حياتنا تأثرت بذلك".
ويروي لفرانس برس "كنا نتناول العشاء حين حلّقت طائرة على ارتفاع منخفض جداً. لم تكن طائرة حربية ولكنّ الجميع أصيبوا بالهلع لأننا سمعنا أنّ الحرب قد تندلع".
لا تضع التوترات بين طهران وواشنطن الإيرانيين وحدهم في وضع هش وصعب، إذ إنّ اقتصادهم الذي يعرف مرحلة سيئة، سيعاني بدوره.