على مر السنوات الأربع الماضية كان للأمهات والرضع بمحافظة الحديدة -   المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران-   النصيب الأكبر من المعاناة القاسية، إذ تعرضوا لسوء التغذية الحاد، والإجهاض والكرب، بالإضافة إلى فقر الدم والموت أثناء الولادة.

 

وتشير بيانات منظمة إنقاذ الطفولة حصلت عليها "وكالة 2 ديسمبر" إن حوالي 2.5 مليون امرأة حامل أو مرضع في اليمن بحاجة ماسة إلى خدمات التغذية والمشورة لعلاج سوء التغذية أو الوقاية منه، الثلث منهن في محافظة الحديدة.

 

وتؤكد تقارير المنظمات الإنسانية المحلية والدولية العاملة في اليمن، أن إحدى نتائج الحرب التي -  أشعلتها ميليشيا الحوثي الانقلابية على اليمن واليمنيين- تتجلى على أنها هجوم واضح على الأبوة والأمومة.

 

وقالت الدكتورة مريم الدوغاني، المديرة الميدانية لمنظمة إنقاذ الطفولة في الحديدة: "نرى بانتظام النساء الحوامل الجياع على قيد الحياة على وجبة واحدة فقط من الخبز والشاي في اليوم، ويأتي الكثير منهن إلى عياداتنا وهن منهكات غير قادرات على المشي، لعدم حصولهن على ما يكفي من الطعام".

 

ويمثل سوء التغذية لدى الأمهات تهديدًا قاتلًا لكل من الأم والطفل، ويمكن أن يسبب مشاكل مدى الحياة للأطفال الرضع الذين بقوا على قيد الحياة ، وضرب نموهم وتعليمهم بعد فترة طويلة من انتهاء القتال.    

 

وأوصلت ميليشيا الحوثي الانقلابية، اليمن إلى شفا المجاعة، بتضييقها سٌبل العيش على المواطنين، وبيعها للمساعدات الانسانية المقدمة للجياع، والمتاجرة بالخدمات الاجتماعية الأساسية، ووضع العقبات والعراقيل لمنع وصول المساعدات الحيوية والإمدادات الغذائية إلى المحتاجين إليها.

 

وأكد برنامج الأغذية العالمي في تقريره قبل الأخير، أن معوقات وعراقيل قادة ميليشيا الحوثي في المناطق الخاضعة لسيطرتها، تمثل التحدي الأكبر الذي يواجه  البرنامج،  في تنفيذ عملياته الإنسانية في اليمن  بشكل مستقل، ووصول المساعدات إلى مستحقيها.

 

ممارسات ميليشيا الحوثي المعرقلة لتوزيع المساعدات الإنسانية والإغاثية الأممية عمقت أزمة المجاعة في اليمن، وتطالب المنظمات والوكالات الإغاثة العاملة في اليمن بالضغط على الميليشيا للسماح بوصول  المساعدات الغذائية إلى المحتاجين لإنقاذ الأرواح.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية