شن برلماني إيراني محسوب على تيار الإصلاحيين هجوماً ضد تدخلات بلاده العسكرية خارج الحدود، معتبراً إياها السبب الرئيسي وراء "الظروف الصعبة" داخل إيران، على حد تعبيره.

 

وقال قاسم ميرزائي (64 عاماً) نائب مقاطعتي دماوند وفيروز كوه الواقعتين في نطاق العاصمة طهران، في مقطع مصور جرى تداوله عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إن السياسات الحالية لإيران تجب إعادة النظر بها.

 

وأضاف البرلماني الإيراني، في كلمة له على ما يبدو للرد على انتقادات حول تأزم المعيشة، أن محاولات بلاده للترويج لما يعرف بـ"تصدير الثورة" والحرب مع العالم هي السبب وراء هذا الأمر، وفقاً لقوله.

 

وفي خطاب موجه لمسؤولي النظام الثيوقراطي الحاكم في إيران منذ 40 عاماً، انطوى حديث ميرزائي ضمنياً على دعوة للتخلي عن ما اعتبره العيش داخل كهف، والصراع مع دول العالم، وكذلك دعم مليشيات عسكرية تقاتل بالوكالة في بلدان مجاورة.

 

وأشار البرلماني الإصلاحي إلى أن استمرار نظام طهران في انتهاج نفس السياسات يعني مزيداً من التأزم والضغوط على مستوى الداخل الإيراني المتدهور للغاية طوال الأشهر الماضية.

 

ويعود مصطلح تصدير الثورة إلى المرشد الإيراني الأول الخميني (1979 – 1989)؛ حيث يصنف كأحد المصطلحات الدعائية التي تطلقها إيران ضمن دعمها للمليشيات المسلحة الموالية لها إقليمياً، بغرض تنفيذ أجندتها التخريبية.

 

يشار إلى أن أوضاع الاقتصاد المحلي في إيران تعد الأسوأ تاريخياً منذ ظهور نظام ولاية الفقيه للعلن نهاية سبعينيات القرن الماضي؛ حيث يقارب النمو الاقتصادي الوصول إلى سالب 5% خلال العام الجاري، بينما تخطى التضخم السلعي حاجز 30%.

وتصاعدت حدة التواترات العسكرية بين إيران والولايات المتحدة إلى جانب عدد من دول الشرق الأوسط، التي ضاقت ذرعاً بسياسات طهران العدائية، لا سيما بعد استهداف الأخيرة ناقلات نفطية في مياه الخليج العربي.

 

الدول الأوروبية (بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا) الباقية رهن الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، أعربت صراحة هي الأخرى عن انزعاجها من سلوكيات مسؤولي نظام الملالي المهددة للسلم والأمن الدوليين.

 

وتشترط لندن وباريس وبرلين تعديل طهران لتشريعات محلية تتعلق بتمويل الإرهاب وغسل الأموال قبل البدء في إقرار آلية مصرفية بديلة تتجاوز العقوبات الأمريكية المفروضة على الأخيرة في أغسطس/آب، ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين.

 

التدخلات العسكرية الإيرانية خارجياً تحولت في الآونة الأخيرة إلى موضع انتقاد سواء من محتجين إيرانيين أو صحفيين مستقلين أو نشطاء ومعارضين لنظام المرشد الإيراني علي خامنئي.

 

وقبل 8 أشهر، شن محمود صادقي، البرلماني الإيراني المحسوب على الإصلاحيين، هجوماً حاداً ضد سياسات بلاده الخارجية أيضاً، قائلاً إن على حكام البلاد أن يدركوا أن العمق الاستراتيجي يجب أن يكون داخل المجتمع وليس الوصول إلى البحر المتوسط.

 

 

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية