انضم آلاف الحرفيين في صناعة قوارب الاصطياد السمكي، من أبناء محافظة الحديدة القاطنين في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، إلى طابور الجياع، بعدما فقدوا سُبل عيشهم، وباتت سوق منتجاتهم، في حال ركود دائم.

 

وقال أحد المواطنين العاملين في صناعة قوارب الاصطياد طلب عدم ذكر اسمه لـ"وكالة 2 ديسمبر" أنه لا يملك ما يطعم به أولاده، وأصبح عاطلا عن العمل، وقوارب الصيد التي يصنعها، لا يشتريها أحد، مع ترك غالبية الصيادين لمهنة الاصطياد، ورحيلهم من محافظة الحديدة إلى محافظات أخرى.

 

وأضاف، أن غالبية الصيادين تركوا مهنة الاصطياد، بسب ألغام ميليشيا الحوثي المنتشرة في البحر وفي مراكز الإنزال السمكي، والتي راح ضحيتها المئات من الناس، ما ولد المخاوف لدى الصيادين، وارتفاع أسعار الديزل وأصبحت عملية الاصطياد مُكلفة.

 

وأشار أن الصيادين ميليشيا الحوثي تمارس القمع والترهيب على الصيادين، وتعرضوا لمضايقات، فهي من تحدد مواعيد الاصطياد ومن يخالف أوامرها تعتقله وتدخله السجن وتتهمه بالخيانة، وتمر أسابيع دون أن تسمح الميليشيا للصيادين بالنزول إلى البحر، ولم يجدوا ما يطعموا به أسرهم، فاضطروا إلى النزوح والبحث عن لقمة العيش.

 

وأكد بالقول أن مئات الصيادين مخفيين قسرياً لدى ميليشيا الحوثي، بسبب رفضهم في وقت سابق تسليم زوارق صيدهم إلى الميليشيات لاستخدامها في تنفيذ عمليات عسكرية ضد القوات البحرية التابعة لتحالف دعم الشرعية، ولفقت لهم تهمة الخيانة (التعاون مع القوات المشتركة) وهي التهمة التي توجهها الميليشيات لكل من يرفض الانصياع لأوامرها.

 

وكانت ميليشيات الحوثي الانقلابية قد أجبرت العشرات من الصيادين في محافظة الحديدة على التعاون معها عبر تحويل قواربهم إلى وسائل حربية واستخدامها في زرع الألغام البحرية ونقل مسلحيها من سواحل الحديدة إلى الجزر المتاخمة لها في المياه اليمنية.

 

ودخلت مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، في محافظة الحديدة، في الآونة الأخيرة منعطفاً حرجاً في الأزمة الإنسانية التي يصعب احتواؤها، ومنذ ما يزيد عن أربعة أعوام، وهم يتعرضون للقمع والترهيب ومحرومون من ممارسة كسب عيشهم.

 

ويعتمد غالبية السكان في محافظة الحديدة على مهنة الاصطياد، لكسب قوت عيشهم على مر العقود الماضية، لكنهم اليوم يموتون يومياً بفعل الجوع، لاسيما النساء والأطفال، بفعل ممارسة ميليشيا الحوثي اللا إنسانية، أمام مرأى ومسمع العالم.

 

وحذر خبراء اقتصاديون المجتمع الدولي من التهاون مع الكارثة التي يعيشها سكان محافظة الحديدة في مناطق ميليشيا الحوثي، وانتشار الأمراض، في كثير من المناطق، وغياب الخدمات الصحة، وظهور سوء التغذية والمجاعة التي أودت بآلاف من النساء والأطفال.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية