بعد أن ضاقت شوارع طرابلس على المليشيات الإخوانية، وتزايد تطاير رقاب رجال رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، لم تجد القيادات الإرهابية حرباً أفضل من الشائعات الإعلامية لوقف زحف الجيش الليبي نحو العاصمة.

 

ففي خضم المعركة الدائرة لتحرير طرابلس من المليشيات الإرهابية، استخدم إعلام حلفاء السراج العديد من الشائعات عبر غرف عمليات يقودها خبراء أجانب متخصصون في تحليل المحتوى الإعلامي.

 

حروب الشائعات

وفي محاولة منها لزعزعة ثقة الليبيين في قوات جيشهم الوطني، حاولت المليشيات الترويج لشائعات أسر الضابط أسامة الأطرش قائد السرية الثانية دبابات التابع للواء 106 مشاة بالجيش الليبي، وكذلك مزاعم حول استشهاد المقدم خالد خليفة حفتر آمر اللواء 106، قبل أن يتم نفي الشائعتين جملة وتفصيلا

 

محاولات الشائعات لم تتوقف عند هذا الحد؛ بل عمدت الخلايا الإعلامية للمليشيات الترويج لشائعة استشهاد اللواء فوزي المنصوري آمر محور عين زارة بطرابلس، مستندة زوراً إلى صور للمنصوري من إصابات سابقة عام 2011. أما الشائعة الرابعة فادعت وجود مقاتلين عرب وأجانب في صفوف الجيش الليبي.

 

ليس هذا فحسب؛ بل اتهمت المليشيات الجيش الليبي باستهداف للمدنيين بالأحياء ومقر عقد النواب المنقطعين عن البرلمان الذين لم يؤدوا القسم الدستوري في أحد الفنادق بطرابلس، وكذلك استهداف النهر الصناعي ومحاولة قطع المياه عن العاصمة.

 

إلا أنه ثبت ومن مواقع دولية وأقمار صناعية إصابة الأحياء بشكل أفقي، ما يؤكد استهدافها من داخل المدينة من مواقع تحت سطوة إحدى المليشيات لإلصاق التهمة بالجيش الليبي.

 

ومن أرض ثابتة، نفى الجيش الليبي المحاولات الأربع السابقة لبث الفتنة بين قواته وأبناء هذا البلد، وهنا تحدث الدكتور فرج نجم، المحلل السياسي الليبي رئيس مركز السلام للبحوث والدراسات الأورومتوسطية، عن أن حرب الشائعات التي أطلقتها حكومة الوفاق، بدأت منذ انطلاق عملية الكرامة عام 2014؛ حيث يقودها "جيش وهمي" عبارة عن خلايا إلكترونية ممولة من قطر، الداعم الأول للإرهاب في هذا البلد.

 

ووصف نجم هذه الشائعات بأنها "مثيرة للسخرية"، لافتاً إلى انهيار مصداقية إعلام المليشيات بعد اتضاح كذبه وفبركته باستمرار، ولعل أبرز تلك الشائعات موت المشير حفتر حفتر قائد الجيش الليبي عام 2018، وكذلك شائعتا وجود مظاهرات كبرى تجتاح إقليم برقة شرق ليبيا في 20 رمضان الماضي.

 

واستند رئيس مركز السلام للبحوث والدراسات الأورومتوسطية في حديثه على أن الجيش الوطني الليبي يبعد نحو 1400 كيلومتر عن قواعده حالياً، ورغم تزايد تماسكه يوما بعد الآخر، وتستمر خطوط إمداده، ويحصل على تقدمات يومية في المحاور، في ظل انهيار يومي للمليشيات.

 

وتكثف الجماعات الإرهابية من الترويج لانتصاراتها المكذوبة في محاولة منها للتغطية على الإصابات البالغة التي لحقت بأبرز قادتها المعروفين بـ"شريخان، والحصان، والبقرة، وصلاح بادي"، وتحديداً الأخير الملاحق دوليا.

 

أخبار "السم في العسل"

وفي محاولة بائسة لضرب وحدة القبائل حول الجيش الليبي، حاولت المليشيات الترويج بطريقة شيطانية لمقتل العميد مسعود الضاوي أحد أبناء قبيلة ورشفانة على الجبهة بنيران قوات الجيش القادمة مدينة ترهونة

 

ولم تكتف خلايا السراج بهذا؛ بل تحدثت عن وجود ما يُسمى بـ"الجبهة البرقاوية"، والترويج لها في إعلام المليشيات لضرب الشرق بالانقسامات حتى داخل القبيلة الواحدة

 

ويرى الدكتور سيد أبو شعيشع أستاذ الإعلام المساعد بجامعة القاهرة أن لجوء مليشيات حكومة الوفاق الليبية إلى حروب الشائعات الإعلامية يأتي في إطار تراجعهم العسكري ومحاصرتهم في أضيق نطاق

 

شعيشع أكد أن إعلام المليشيات يلجأ إلى المغالطات المنطقية التي تعرف بالسم في العسل، في إطار الصراع القائم مع الدولة والمؤسسات، محذراً من لجوء الإرهابيين إلى نظرية "الأطر الخبرية" التي تفترض أن تكون القوتين إلى حد ما متكافئتين، لإظهار قوة الإرهابيين مساوية أو مقاربة لقوة الجيش، وأن المعركة لم تحسم لأحد الطرفين

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية