ميليشيا الحوثي تُجرع أبناء الحديدة الموت والتشرد والمجاعة
تفرض ميليشيا الحوثي الإرهابية، حصاراً قاسياً على سكان محافظة الحديدة، ما قاد إلى اتساع الفقر والجوع والمرض في هذه المحافظة التي تصارع الفقر، وظهرت حالات المجاعة في العديد من مناطق الحديدة، إلى جانب زيادة حالات سوء التغذية بين الأطفال.
وتؤكد بيانات تقرير الأزمة الإنسانية في اليمن 2019، الصادر عن الأمم المتحدة، حصلت "وكالة 2 ديسمبر" على نسخة منه، أن 685000 شخصاً من سكان محافظة الحديدة، فروا من الموت الذي جلبته ميلشيا الحوثي للمحافظة، بعدما فقدوا سبل عيشهم، وتحويل مناطقهم إلى حقول الغام.
ويقول ناشطون حقوقيون لـ"وكالة 2 ديسمبر" حولت ميليشيا الحوثي محافظة الحديدة من أيقونة سلام، إلى بؤرة للموت والجوع والمرض، وزرعت الألغام، في المزارع والحارات، والأحياء السكنية، وفي الوديان والطرقات والمباني العامة والخاصة، ولغمت البحر والغذاء، وتُمطر بقذائفها المتواصلة القرى والوديات المحررة، آلاف الأبرياء.
وقال تقرير مراقبة التأثيرات المدنية للعام 2018، الصادر عن الأمم المتحدة حصلت "الوكالة" على نسخة منه أن محافظة الحديدة سجلت 48٪ من إجمالي الضحايا المدنيين خلال العام الماضي، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وبحسب سكان مدينة الحديدة تجبر الميليشيا السكان على القتال معها، وتمنعهم من مغادرة الأحياء السكنية والقرى وتستخدمهم دروعاً بشرية، وكل من يرفض الالتحاق بالقتال معها تدخله السجن، ويتصاعد عدد المخفيين قسرياً.
ويقول أحد المواطنين في مديرية الدريهمي لـ"وكالة 2 ديسمبر" صرنا نخاف المشي في مناطقنا ومزارعنا ونعمل حياتنا المعيشية فقد تسقط عليك قذيفة، او تجد تحتك لغما ينهي حياتك كما انهي حياة الكثير من أقاربنا.
آلاف المواطنين فقدوا مصادر عيشهم، جراء القذائف التي تباغتهم في كل لحظة، وتفخيخ الأراضي الزراعية بالمئات من الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي ما منع المزارعين من ممارسة أعمالهم وحرمانهم مصدر قوتهم.
سالم الزيلعي أحد النازحين من الحديدة إلى عدن، يتحدث لـ"وكالة": " لم أكن ممن طمع في الهجرة رغم تيسُّر ذلك لي، وبكيت مثل طفل فقد أمه في زحمه السوق لأني أجبرت على الخروج من الحديدة هربا من جوع بدأ يحاصرني ويحاصر أسرتي.".
وأكد سكان محليون في محافظة الحديدة أن مسلحي ميليشيا الحوثي يمنعون الصيادين من ممارسة عملهم في السواحل، فضلا عن منع المزارعين من الدخول إلى أراضيهم حيث ينشط مسلحو الميليشيا في زراعتها بالألغام المتنوعة.
أحد المزارعين في التحيتا يروي قصته مع الالغام التي زرعت في منطقته وأدى انفجار أحدها إلى فقده لأحد أقاربه وإلى هجره أرضه ومزرعته التي كانت عماد حياته الاقتصادية.
ويقول لـ"وكالة 2 ديسمبر": "اضطررنا لترك مناطقنا رغم تحملنا ويلات الحرب ليس بسبب احتدام الحرب، بل بسبب الأضرار التي خلفتها الألغام على مناطقنا، صرنا نخاف المشي في مناطقنا فقد تجد تحتك لغما ينهي حياتك كما أنهي حياة الكثير من أقاربنا".