أكد روائيون عرب أن الجوائز الأدبية لعبت دورًا كبيرًا في تحريك الحياة الثقافية العربية بصورة غير مسبوقة، مشيرين إلى أن تأثيرها لا يمكن اختزاله في المردود المالي فقط لأنها تترك أثرا معنويا يعزز من مكانة الكاتب في مجتمعه.

 

وقال الروائي التونسي شكري المبخوت، الفائز بالبوكر العربية عام 2015، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الجوائز الأدبية أحدثت حركيّة ملموسة في النشر والقراءة.

 

وتابع المبخوت: "رغم غياب إحصاءات دقيقة، فإنّ ما يلاحظ من إقبال من الناشرين على نشر الروايات والمشاركة بها في المسابقات يدلّ على أنّ هذه الجوائز هي في الأصل للتشجيع على النشر، فالواقع أننا أمام مؤشّرات وقرائن لا تخطئها العين على أثر ما لهذه الجوائز في تطوير القراءة في العالم العربيّ". 

 

وأضاف صاحب رواية "الطلياني": "أما بخصوص الموضوعات فالجوائز تتهم بأنها تفرض ضربا من الكتابة المنضبطة أخلاقيا قياسا على الانضباط السياسي، غير أن التطور الكمي للإصدارات يؤكد أنها نوعيا كانت متنوعة من حيث شواغلها وتوجهاتها الفكرية والجمالية، فربما كان الهاجس الأكبر للروائيين وهو هاجس التميز والبحث عن وجوه الانكسار والخيبات والأوجاع، قد جعلهم بالضرورة ينوعون الموضوعات وطرائق الكتابة".

 

وبدوره، أكد الروائي الأردني جلال برجس، أن هناك ارتفاعًا في نسبة القراء في العالم العربي رغم ما يصدر عن بعض الجهات من إحصائيات ليست في مكانها، مشيرا إلى أن الإشكالية تكمن في سعر الكتاب الورقي والذي يبدو الإقبال عليه ضعيفا نسبة إلى عدد السكان.

 

وأضاف صاحب "سيدات الحواس الخمس": "الذي يتأمل اختيارات نسبة لا بأس بها من قراء الرواية سيجد أنهم يقبلون على الروايات التي تدخل في قوائم المنافسة على الجائزة، إضافة إلى التي تفوز، وذلك عائد إلى أمرين مهمين؛ أولهما هو أن تلك الروايات هي نتاج لجنة متخصصة أفرزت تلك العناوين المهمة، وثانيهما الإعلام بكل أشكاله والذي يرافق تلك الروايات. وانطلاقًا من هذا الرأي ارتفعت نسبة قراء الرواية في العالم العربي وبات الجمهور ينتظر ترشيحات الجوائز ومفرزاتها، وهذا بالطبع ما يسعى إليه الروائيون".

 

وتابع: "الانفتاح على العالم من خلال ثورة الاتصالات أتاح للكاتب العربي الاطلاع على المنجزات الروائية الحديثة، وهو ما أسهم في الذهاب نحو مواضيع جديدة واتباع أساليب وطرق جديدة في الكتابة الروائية".

 

وأوضح الروائي اليمني محمد الغربي عمران أن أثر الجوائز على المشهد الإبداعي عظيم، لافتًا إلى أنها بما تثيره من وهج على الأجناس المتنافسة تغري الكثيرين للانخراط في القراءة.

 

وأضاف: "للجوائز دور في هذا الحراك الجميل.. أما على صعيد الفائزين فكم اسم كان مغمورًا وأضحت أعماله واسعة الانتشار، إضافة إلى الجانب المعنوي الذي تضيفه الجوائز كتكريم للكاتب على تميزه، وتجدد عطائه، لقد حركت الجوائز العربية المشهد الإبداعي العربي بصورة غير مسبوقة".

 

وقال الروائي المصري أحمد مجدي همام: "أزعم أن الجوائز، وتحديداً المشرقية منها، لعبت دوراً كبيراً في تغيير أنماط الكتابة، فبديهي أن البعض لن يكتب كتابته الطبيعية وسيكتب خصيصاً لخاطر عيون الجائزة وحسب أعرافها الفنية، وطبيعي أنه بعد مرور مدة طويلة على جائزة كبيرة مثل البوكر مثلاً فإن نوعية الروايات المفضلة لديها باتت تياراً، وهناك من القرّاء من كبر وهو يؤمن أن هذا التيار هو الأفضل طالما أنه حظي بجائزة، ليتحول بالتدريج ذلك النمط إلى أغلبية كبرى وهدف وطريق راسخ يضرب جذوره عميقاً في وعي بعض الكتّاب والكثير من القرّاء".

 

وتابع صاحب "الوصفة رقم 7": "من جهة أخرى، جاحد من ينكر إسهام الجوائز في انتعاش مبيعات الكتب الحائزة عليها، وأذكر أن صديقي الروائي محمد ربيع قال لي قبل سنوات عند وصول روايته "عطارد" للقائمة القصيرة في البوكر: "لم أتصور أبداً أن تصل طبعات الرواية إلى الرقم 5".. وما زالت "عطارد" تحقق مبيعات جيدة، وقد تمت ترجمتها، ما أسهم في تحقيقها لمبيعات في أسواق غير السوق العربي".

 

وقال الروائي المصري أحمد القرملاوي الفائز بجائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب في 2018: "أرى أن عددًا من الجوائز المهمة نجح بالفعل في خط طريق خاص يقف على جانبيه المتابعون مأخوذين بحماسة السباق، ويراهنون على الفائز مستندين لجودة الكتابة تارة وحسن توقع اتجاهات الجائزة تارة أخرى، بل إن الحالة التي يصنعها ما قد يعتقده البعض سوء اختيار من لجان التحكيم، كثيرًا ما تفوق الحالة التي قد يصنعها الرضا عن اختياراتهم، وهذه الحالة من الرواج والاهتمام دفعت بالفعل كثيرًا من الكُتّاب لمحاولة التكهن باتجاهات الجوائز واستهدافها في كتابة نصوص تتوجه مباشرةً لما يظنه الكاتب متوافقًا معها. لكن أغلب هذه المحاولات تبوء بالفشل".

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية