حراس الجمهورية.. انتصارات عسكرية وإنسانية متواصلة
في 19 أبريل 2018م كان اليمنيون على موعد مع حدث تاريخي كبير وخالد تمثل في انطلاق أولى العمليات للمقاومة الوطنية/ حراس الجمهورية بقيادة العميد الركن البطل طارق صالح في الساحل الغربي.
ومنذُ ساعاتها الأولى مضت تلك العمليات بقوة وبثبات نحو تحرر الأرض والإنسان زاحفة في عدة محاور في الساحل وباتجاه مرتفعات مديريات محافظة تعز شرقا وغربا وسواحل الحديدة، واستطاعت مع قوات العمالقة والمقاومة التهامية وبإسناد ودعم من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة من تحرير مواقع استراتيجية وحاكمة منها معسكر وقاعدة خالد بن الوليد ومعسكر أبي موسى الأشعري وسيطرت على مثلث المخا واتجهت صوب البرح..
ومن ثم أخذت تشق طريقها نحو مديريات الشرق التعزي محررة بضربة واحدة مديريتي الوازعية وموزع، مقطّعة أوصال مليشيات الكهنوت التي انهارت مواقعها وخطوطها الدفاعية واحدة تلو الأخرى، كما وقع المئات من عناصرها أسرى والآلاف ما بين قتيل وجريح وفار من أرض المعركة، وحينها وثقت كاميرات ما يسمى بالإعلام الحربي لمليشيات الحوثي واقعها الذي تعيشها من خلال شهادات موثقة في تلك الكاميرات وجدت في مواقعها بعد فرارها، حيث عثر فيها أحاديث لعناصرها وهم يصورون إقدام وبسالة المقاومة الوطنية ويؤكدون أنهم محطمون وأنهم حينما يسألون عن زملائهم في المواقع الأخرى يقولون لهم قد كيفوا يعني (قُتِلوا).
وهو الأمر الذي قتل الروح المعنوية لدى ميليشيات الحوثي وجعل قياداتهم عاجزين عن إقناع القبائل برفد جبهاتهم بمقاتلين إلا إذا كان من قبيل المخادعة والخطف أو الدفع بأصحاب السوابق والقتلة والسلاليين المؤدلجين إلى بعض الجبهات.
نعم إنها مرحلة المقاومة الوطنية التي مثلت عنوانا عريضا وحدثا بارزا سيطر على الوسائل الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي ومجمل نقاشات اليمنيين في جميع مناسباتهم.. الذين تغنوا وما يزالون بأبطال حراس الجمهورية الذي يمثلون شعبا بكامله ويعكسون إرادته وإصراره في الدفاع عن دولته ونظامه الجمهوري وهويته اليمنية العربية.
وربما أن هناك ميزة جديدة تميزت بها ألوية حراس الجمهورية وهي أن بعض مقاتليها من منتسبي الجيش وخاصة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي ووحدات مكافحة الإرهاب وغيرها وفي العموم جميعهم يتحدّرون من جميع مناطق محافظات الجمهورية وهذا أكسبها بعدا وطنيا متميزا..
وفي تصورنا فإن انطلاق العمليات العسكرية لوحدات حراس الجمهورية في ذلك التاريخ وتحقيقها لتلك الانتصارات والتي تتوالى إلى الساعة مثّل واحدة من أقسى الضربات والتحولات العسكرية القليلة، حتى ذلك التاريخ، والتي صعقت مليشيات الحوثي وخلخلتها عسكريا ومعنويا ونفسيا، كما أفقدتها صوابها وشلت قدرتها على التركيز وتجميع قواها. بدليل أنها حينما وجدت نفسها محاصرة ومنهارة أمام تكتيك وبسالة المقاومة الوطنية لجأت لأكثر الوسائل انحطاطا وخساسة وجهلا، ومن ذلك الكذب والإشاعة والدجل والشعوذة والطلاسم واختلاق قصص اغتصابات وقضايا أخلاقية أثبتت الأيام عدم صحتها.
وهكذا أخذت وحدات حرّاس الجمهورية تخوض المعارك وتطوي الأرض تحت أقدام مقاتليها مطهرة لها بعد احتلالها من قبل المليشيات الحوثية ذراع إيران التي كانت تحتلها وتذيق أبناءها صنوفا من العذابات والقهر والتسلط والنهب والسلب.
لقد مضى فرسان حراس الجمهورية في طريق التحرير وتمكنوا في ظرف قياسي من تحقيق نصر عسكري كبير تمثل باستعادة جبال العمري ومرتفعات كهبوب الاستراتيجية بمحافظة تعز، وذلك بالشراكة مع قوات العمالقة والمقاومة التهامية وقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، محررين مساحات واسعة جدا، تقدر بمئات الكيلومترات في ظرف قياسي جعل البعض يغار من هذه الانتصارات الوطنية المدوية التي أذهلت العالم ومن قبله الشارع اليمني الذي نظر للمقاومة الوطنية نظرة مختلفة فيها الكثير من الإجلال والتقدير والثقة والتفاؤل وأمل الخلاص من طاعون الكهنوت السلالي، وفيها أيضا قدر كبير من تعاظم المسؤولية لدى هذه الوحدات، أمام الله والشعب والتاريخ، وهو ما يحتم عليها تلبية آمال وتطلعات ملايين اليمنيين التواقين للحرية واستعادة مؤسسات الدولة المختطفة من قبل عصابة الحوثي الكهنوتية ...
نستطيع القول إن حراس الجمهورية بقيادة العميد الركن طارق محمد عبد الله صالح قد نالوا ثقة غير مسبوقة عن غيرهم، سيما حينما واكبت عملياتهم العسكرية عمليات إنسانية جعلت المواطنين يتنفسون الصعداء ويستقبلون أبطال التحرير بكل ترحيب وحب وتقدير.
ومن تتبع خطوات وعمليات حراس الجمهورية يستطيع المرء أن يستشف بأن خطتهم كانت ذات طابع عسكري وإنساني، حيث مشى الجانبان (العسكري والإنساني) بخطين متوازيين، متخذين شعار يد تحرر الأرض ويد تبنيها وتنقذ أهلها من ظلم وتجويع وبطش المليشيات وألغامها واحتلالها لمزارعهم وتحويلهم إلى أسرى ودروع بشرية.
وتأسيسا على ذلك في ظننا أن المقاومة الوطنية انخرطت في واحدة من أنبل وأشرف وأقدس معارك اليمنيين في التاريخ الحديث التي تتبنى وتضع نصب أعينها هدفا وطنيا ساميا يتمثل بتحرير الوطن من عملاء إيران أعداء النظام الجمهوري والحرية والمستقبل، واضعة في الوقت نفسه حياة المواطنين ومصالحهم ومساكنهم بعين الاعتبار بل والأولوية الأولى، لذلك جرى ويجري تحرير المناطق بما يشبه العمليات الجراحية الدقيقة التي تراعي حياة المدنيين وحمايتهم من أي أضرار أو مضاعفات ومخاطر، والحال نفسه حتى مع الممتلكات العامة والخاصة.
وحرصت المقاومة الوطنية أشد الحرص على فتح ممرات إنسانية للنّازحين والفارين من مناطق المواجهات والقاطنين في المناطق التي تحتلها مليشيات الحوثة مقدمة الخدمات الطبية والإغاثية والمخيمات لهم منذُ الساعات الأولى لانطلاقتها في 19 إبريل من العام الماضي. بل إنها جعلت الجانب الإنساني وحماية حياة الناس ومصالحهم مقدمة على الجانب العسكري وذات أولوية.
ونحن نتحدث عن المقاومة الوطنية حراس الجمهورية، فإننا نتحدث عن قوة عسكرية جمهورية نظامية تحمل عقيدة عسكرية وطنية وتعمل وفقا لدستور البلاد وأنظمتها وقوانينها، وتراعي مصالح الشعب وتحافظ على حياة المواطنين وتهب لنجدتهم وهو ما قامت وتقوم به في جميع عملياتها العسكرية وانتصاراتها.
وقد اتجهت بعد ذلك صوب الخط الساحلي والمديريات الساحلية ومن ذلك مديرية التحيتا التي شاركت بتحريرها وبتأمينها وكذلك مناطق الجاح والمغرس والمجيليس والفازة وغيرها وصولا إلى الدريهمي وكيلو 16 وكيلو 7 وحتى عمق مدينة الحديدة في المطار وشارعي صنعاء والخمسين والجامعة ومستشفى 22 مايو وقبله مطاحن البحر الأحمر ومن ثم مجمع إخوان ثابت، وواصلت التقدم بثبات ومعنويات عالية نحو الأحياء السكنية والمواقع التي كانت تحتلها عناصر المليشيات الحوثية الكهنوتية .
لقد صنعت وتصنع المقاومة الوطنية بقيادة القائد الجمهوري والوطني الشجاع والمخلص العميد طارق صالح انتصارات كبيرة وأعادت صياغة المشهد العسكري وتغير المعادلة جملة وتفصيلا..
ونستطيع القول إن ما بعد 19 إبريل ليس كما قبله، ويكفينا أن مدينة الحديدة وموانئها قاب قوسين من التحرير وكل هذا بفضل بسالة رجال حراس الجمهورية ورفاقهم في ألوية العمالقة والمقاومة التهامية وإسناد التحالف العربي.
يكفي حراس الجمهورية ورفاقهم أيضا أنهم حولوا أنظار اليمنيين والعالم صوب الساحل الغربي لليمن .ويكفي حراس الجمهورية ورفاقهم أنهم ركعوا مرتزقة إيران في الساحل وأوجدوا معنى جديدا ومختلفا لأكثر الحروب والمعارك قداسة ونبلا واهمية في تاريخ اليمن الحديث وتاريخ المنطقة برمتها..
الخلاصة:
منذُ 19إبريل 2018 ارتفع منسوب الأمل لدى اليمنيين بصورة غير مسبوقة وصار الشباب في حالة سباق لتقديم طلبات الالتحاق بحراس الجمهورية الذين يعتبر الانتساب إليها انتسابا للفرسان والأبطال وحملة مشاعل النور والحرية والكرامة والحق والدفاع عن الوطن.