كم سينتظر المجتمع الدولي (الأمم المتحدة) حتى يطلقها صراحة أن المليشيات الحوثية لا تريد السلام، بعد 5 أشهر من اتفاق السويد الفاشل حتى الآن، هذا الاتفاق الذي يخدم المليشيات الحوثية في إطالة بقائها لا غير.

 

إن كان هذا المتجمع الدولي صادقا في إنهاء الحرب ومعاناة اليمنيين كما يدعي ويطلق التصريحات الإنسانية، عليه أن يحدد موقفا واحدا وواضح له ضد العصابة الحوثية، وتحديد المعرقل في الحديدة، فلا أعتقد بأن الأمم المتحدة تجهل مشروع هذه العصابة التي ليست إلا جزءا من مشروع خارجي إيراني لزعزعة المنطقة وإيجاد كيان إرهابي يخدم النظام الخميني لا غير.

 

فالصبر على هذه المليشيات ليس في صالح إنهاء الحرب لأن المليشيات تعمد إلى إطالة أمدها بهدف استغلال الوقت في تغيير ايديولوجي للقواعد الشعبية التي تقبع تحت سيطرتها، كما أن المعاناة والفقر التي تسببت بها الحرب تستثمرها في حشد المقاتلين داخليا، أما خارجيا فهي تدعي أن هزيمتها مستحيلة وأنه لا بد من القبول بها كسياسة أمر واقع.

 

السلام مع هذه العصابة "غباء" وضياع للوقت، ومن يجهل كيف خرجت هذه العصابة من محافظة صعدة إلى صنعاء وكيف تفننت بالأكاذيب والخداع والاتفاق على كل الاتفاقيات والضحك على اليمنيين بداية من كذبة الجرعة وصولا إلى كذبة الخروج من الحديدة، لذلك من يراهن على السلام مع هذا الجماعة قد أصيب بالعمى. فهي الآن تصعد كل يوم خروقاتها فيما تبقى لها من مناطق في الحديدة، ليصل بها الأمر إلى استهداف مقر لجنة إعادة الانتشار وصالة الاجتماعات.

 

تصريحات مسؤولي الحكومة اليمنية واضحة كان أوضحها تصريح رئيس لجنة إعادة الانتشار الشيخ صغير بن عزيز الذي قال إن"من يظن ويعتقد أننا سنتوصل إلى حل مع مليشيا الحوثي بالطرق السياسية، فهو لم يفهم الدرس جيداً حتى الان"، التناقضات التي أصبحت أكثر وضوحا في تصريحات الحوثيين التي تقول بأنها ستلتزم باتفاق الحديدة وأنها تريد السلام، جلية للعيان، فهذه التصريحات ليست إلا كلمات وعبارات زائفة معروفة عنها، فالواقع يناقض كل تلك التصريحات ليؤكد تلاعبها وإعاقاتها واختلاق تفسيرات خارج اتفاق السويد.

 

قد يكون سبب تأخر ذكر المعرقل في الحديدة هو المبعوث الأممي مارتين غريفيث الذي يصر على إنقاذ هذه المليشيات والذي يسعى جاهدا للسفر إلى صنعاء باستمرار في محاولاته لإلزام المليشيات بتنفيذ ما اتفق عليه، لكن هذا لا يعفي من أن المتجمع الدولي يشاهد ويراقب ما يحدث بدلا من الاعتماد على المبعوث الذي حقيقة يئس اليمنيون منه.

 

لا أظن أن المجتمع الدولي يجهل أن الحوثيين ليسوا سوى جماعة دينية إيديولوجية لديها مشروع خاص، ليعتقد أنه لا بد من التعايش معها رغم كل الأحداث التي عاشتها اليمن والتقلبات والتحويلات في مناطق الحوثة وفرض كتبها ومناهجها وإعلان الطاعة والولاء لولاية الفقيه.

 

الأمر لم يعد يحتمل ولا بد من موقف دولي واضح ضد هذه العصابة وكشف المستور، وإذا كان المجتمع الدولي يراهن على الحوار فليختصر الطريق ويذهب إلى النظام الإيراني، او يترك اليمنيين ليقرروا مصيرهم في الحسم العسكري الذي كان قاب قوسين، لو لا تدخل دولي فرض اتفاقا وهدنة تخدم الحوثة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية