"البابا " يقبل أقدام زعماء جنوب السودان لحقن دمائهم
في دعوة إلى التسامح ووضع حد للنزاع المسلح، ركع بابا الكنيسة الكاثوليكية "البابا فرنسيس"، بعد خلوة روحية غير مسبوقة في الفاتيكان، لتقبيل أقدام زعماء جنوب السودان المتحاربين السابقين، وحثهم على عدم العودة للحرب الأهلية.
وجمع الفاتيكان زعماء جنوب السودان على مدى 24 ساعة من الصلاة والوعظ في مقر إقامة البابا، في محاولة لرأب الانقسامات المريرة قبل التشكيل المقرر لحكومة وحدة.
وحث البابا رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، ونائبه السابق الذي تحول إلى زعيم للمتمردين رياك مشار، وثلاثة نواب آخرين للرئيس، على احترام الهدنة والالتزام بتشكيل حكومة وحدة الشهر المقبل، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز".
وقال بابا الكنيسة الكاثوليكية في كلمة مرتجلة: "أطلب منكم كأخ أن تبقوا في سلام. أنا أطلب منكم من قلبي، دعونا نمضي قدما. ستكون هناك العديد من المشكلات لكنها لن تتغلب علينا. حلوا مشاكلكم".
وخاض السودان صراعا استمر عقودا مع الجنوب قبل أن ينال جنوب السودان استقلاله عام 2011. وبعد ذلك بعامين اندلعت حرب أهلية في جنوب السودان عندما أقال سلفا كير، وهو من قبيلة الدينكا، مشار وهو من جماعة النوير العرقية، من منصب نائب الرئيس.
وقُتل حوالي 400 ألف شخص ونزح نحو ثلث سكان البلاد البالغ عددهم 12 مليون نسمة، مما تسبب في اندلاع أسوأ أزمة لاجئين في أفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.
ووقع الجانبان اتفاقا لتقاسم السلطة في سبتمبر، والذي يدعو الفصائل الرئيسية المتناحرة إلى تجميع وتدريب قوات كل منهما لتشكيل جيش وطني، قبل تشكيل حكومة الوحدة الشهر المقبل.
وفي خطاب معد ألقي في وقت سابق من يوم الخميس، قال فرنسيس إن شعب جنوب السودان "منهك بسبب الحرب، وأن على القادة واجب بناء دولتهم الفتية بالعدالة". كما كرر رغبته في زيارة البلاد مع زعماء دينيين آخرين لتوطيد السلام.