أصدر القضاء الدولي الأربعاء حكما على الرئيس السابق لصرب البوسنة رادوفان كراديتش بقضاء بقية حياته خلف القضبان لإدانته بارتكاب مجزرة وجرائم حرب، بما يضاعف الحكم الأساسي ضده بالسجن أربعين عاما.

 

ورفضت هيئة قضاة في محكمة تابعة للأمم المتحدة في لاهاي استئنافا قدمه كرادييتش عام 2016، و"أصدرت حكما بالسجن المؤبد" ضده لدوره في فظائع تشمل مجزرة سريبرينتسا.

 

ورفضت آلية تصريف الأعمال المتبقية للمحاكم الجنائية الدولية التي تولت أعمال المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة بعد إنهاء عملها في2017، الاستئناف الذي تقدم به كراديتش، وحكمت عليه ب"السجن مدى الحياة". واستمع المتهم صاحب الشعر الأبيض، ببرودة، لتلاوة الحكم.

 

وقال القاضي فاغن جوينسن إن قضاة الدرجة الأولى "قللوا تقدير الجسامة الشديدة لمسؤولية كرادجيتش في أسوأ الجرائم المرتكبة" خلال الصراع في البوسنة، وأشار إلى "مدى" هذه الجرائم و"الوحشية الممنهجة".

 

وحوكم كراديتش (73 عاما) لمسؤوليته عن حصار ساراييفو ومجزرة سريبرينتسا في 1995، وهي الأسوأ في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. كما يلاحق في قضية التهجير الإتني للسكان في عدة مدن من البلاد. وقال بيتر روبنسون محامي كراديتش، إن موكله "يعتقد بشدة أن حكم المحكمة خاطئ وصادر عن محاكمة غير عادلة".

 

ويعتبر كراديتش أعلى مسؤول يمثل للمحاكمة بشأن حرب البوسنة بعد وفاة الرئيس الصربي الأسبق سلوبودان ميلوسوفيتش أثناء محاكمته في 2006.

 

وحكمت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة بالسجن المؤبد لقادة آخرين استنادا إلى اتهامات مشابهة، بينهم المساعد العسكري لكراديتش الجنرال راتكو ملاديتش. وقدم الأخير وهو القائد السابق لجيش صرب البوسنة، ويلقب ب "سفاح البلقان"، طلبا بدوره لاستئناف للحكم.

 

وبين عامي 1992 و1995، أدت المعارك التي دارت في البوسنة بين مسلمين وصرب وكروات، إلى وفاة نحو مئة ألف شخص فيما تشرد نحو 2,2 مليون آخرين.

 

وأدين كراديتش، الشاعر والطبيب النفسي الذي تحول إلى زعيم سياسي عديم الرحمة، في عشر اتهامات، من بينها مذبحة سريبرينتسا التي قتل فيها أكثر من ثمانية آلاف رجل وفتى مسلمين. وطالب ناجون من المذبحة العدالة الدولية بالحكم على كراديتش بالسجن المؤبد.

 

والعام الماضي، قامت حكومة "جمهورية الصرب" في البوسنة، وهي كيان شبه مستقل، بإلغاء تقرير يعود إلى عام 2004 حول أعمال القتل، واستحدثت هيئة للقيام بتحقيق جديد بشأن الجرائم.

 

 

المصدر: أ ف ب

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية