طهران تمثل مولودها غير الشرعي في اليمن بمحادثات أوروبية
أعلن الجانب الايراني عن تكليفه بالحوار نيابة عن مليشيات الحوثي مع المجموعة الأوروبية يشكل صفعة موجعة للمليشيات التي تدعي تمثيلها محورا وطنيا في مواجهة ما تسميه دول الوصاية على القرار اليمني حيث وضعتها طهران في مرتبة أقل حتى من الرضيع الذي تمثله أمه بين الكبار وتدافع عنه.
استخدمت طهران المليشيات الحوثية كشماعة علقت عليها كل أوساخ وقاذورات سياساتها ومشاريعها التخريبية في المنطقة ودون خجل تتحدث باسمها ونيابة عن ربيبتها الصغيرة في جزيرة العرب.
مؤخرا ظهرت المليشيات الحوثية وهي تربط مسارات نقاش تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة والخطوات التنفيذية للاتفاق على الأرض بموضوع حزب الله اللبناني، وتساوم لندن على موقفها من تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، وهذا الربط هو توجيه إيراني للعصابة المارقة بتبني الموقف الإيراني في المداولات مع الأوروبيين .
هذا التماهي بين المشروع الحوثي الإمامي والأجندة الإيرانية في المنطقة ليس جديدا بل إن التطورات الأخيرة أخرجته إلى خانة العلانية بعد أن كان خبيئا في أدراج الملالي ونشطا على الأرض بفعل الدعم الإيراني العسكري للمليشيات عبر مافيا التهريب النشطة على البحار.
الموقف الإيراني الأخير تجاوز إطار التعامل مع المليشيات الحوثية ابناً غير شرعي إلى تبني هذه النبتة الخبيثة عمليا وعلى مستوى دولي أوروبي حيث تذهب طهران للتحاور مع دول أوروبية كممثل لكيان لا يستطيع حتى تقديم نفسه للعالم بصورة واضحة وغير مهزوزة.
وتؤكد تحركات طهران الأخيرة وإعلانها تمثيل المليشيات الحوثية في أوروبا بطلب حوثي أن العالم إن أراد التفاوض حول المسألة اليمنية فليس هناك ضرورة لإحضار المليشيات إلى طاولة الحوار ويجب أن تكتفي بمخاطبة طهران ولي أمر العصابة .
وفي الداخل اليمني على الجميع إدراك أن الحديث عن جولات حوار ومفاوضات مع المليشيات الحوثية هو عبث ومضيعة للوقت كونها لا تملك قرارها، وتتحرك كدمية أطفال بموجه ريموت كنترول عن بعد.. وهو ما أشار إليه المتحدث باسم المقاومة الوطنية العميد صادق دويد والذي أكد أن الحوثيين مجرد كرت رخيص بيد النظام الإيراني يستخدمه عند الحاجة في تسوية ملفاته على مستوى المنطقة، مضيفا "إن تنفيذ اتفاق السويد من قبل الحوثيين أنفسهم أو إيجاد أي تسوية بينهم وبين الشعب اليمني يُعد مهمة شبه مستحيلة، كون إيران تربطه بملفات أخرى"..
التلقين الإيراني للمليشيات الحوثية المارقة ليس جديدا ففي أول مفاوضات بصعده بين عبد الملك الحوثي ولجنة رئاسية في عام 2014 م كشف الراحل الدكتور عبد الكريم الإرياني، حينها أن عبدالملك الحوثي كان لا يرد على أي نقاش إلا بعد أن يدخل إلى غرفة أخرى يتلقى التوجيهات من مستشاريه في طهران.
السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هنا، لماذا السباق الأوروبي لبحث المسألة اليمنية مع الجانب الإيراني وقد أثبتت طهران أنها غير موثوقة في تعهداتها خصوصا خلال مشاورات السويد وتستخدم العصابة الحوثية قفازا لرسم أجندتها القذرة في المنطقة ؟!
لم تعد المليشيات الحوثية أداة أو ذراعا أو حليفا لدولة الملالي في طهران بل جزءا من مكون فارسي يستهدف الأمن القومي للمنطقة والمصالح الحيوية في البحر الأحمر، واجتثاث وهزيمة المشروع الإيراني يبدأ باستئصال الجانب المتقيح من المكون والمتمثل بالعصابة الحوثية في اليمن.