تحرك بريطاني لمواراة فشل لوليسغارد وغريفيث المقصود في الحديدة
فشل كبير المراقبين الأمميين إلى الحديدة الجنرال مايكل لوليسغارد في تحقيق أي تقدم عملي في بنود اتفاق السويد وخطة إعادة الانتشار، ونجح في أداء الدور الذي أنيط به من قبل المبعوث الأممي إلى اليمن غريفيث ودوائر الأمم المتحدة التي تجنح بالاتفاق نحو توجه المليشيات الحوثية.
يتعمد الجنرال مايكل لوليسغارد منح غطاء لتهرب المليشيات الحوثية من تنفيذ مراحل خطة إعادة الانتشار من خلال تحمله شخصيا مسؤولية حرق المُدد الزمنية تحت ذريعة عقد اجتماعات مع فريق الشرعية كما حصل الأسبوع الماضي حيث كان مقررا التنفيذ يوم الاثنين ليعلن طلب عقد اجتماعات إضافية للتشاور وبالتالي وفر غطاء للمليشيات التي تنصلت عن التنفيذ.
يعلل لوليسغارد ومعه غريفيث في الدوائر المغلقة بأنهم مجبرون على ذلك خشية حشر المليشيات الحوثية في الزاوية وإعلان موت اتفاق السويد وهو ما يعني عودة الحرب وهذا مالا يمكن السماح به.
وتتحرك لندن بكل ثقلها خلف المبعوث الأممي وتعمل من أجل إنجاح مهمة غريفيث ولو من خلال تقزيم مضمون الاتفاق وقضم محاوره الرئيسة وتمديد الشرط الزمني إلى ما لانهاية.
ومن خلال متابعة أداء كبير المراقبين الأمميين إلى الحديدة الجنرال مايكل لوليسغارد تظهر أسباب إقالة الجنرال باتريك كاميرت والذي تعامل بمهنية كبيرة وصادمة حين أعلن رفضه القبول بمسرحية الانسحاب من ميناء الحديدة وتسليم (الحوثي الكحلاني) (للحوثي المؤيد) وكذلك رفضه البقاء مجرد مدون محاضر تحت إمرة المبعوث الأممي.
نجح لوليسغارد في نسف اتفاق السويد وتحويله من اتفاق انسحاب من قبل المليشيات الحوثية التي كانت تنتظر هزيمة عسكرية موجعة في الحديدة، تحويله إلى اطار عام بدون أي بنود محددة، والبدء في طرح البنود الرئيسة للاتفاق على طاولة النقاش مجددا والغرق في تفاصيل بعيدة عن روح الاتفاق.
وفي حين كان يفترض بالجنرال لوليسغارد فرض الإرادة الدولية والأممية بتعجيل تنفيذ الاتفاق وخطة إعادة الانتشار فقد ظهر وخلفه غريفيث عاجزين حتى عن إنقاذ ميناء الحديدة وتحييده عن المعارك كما كانت تأمل الأمم المتحدة حيث حول لوليسغارد ميناء الحديدة إلى ورقة للجدال وبدلا من أن يضغط المجتمع الدولي لتنفيذ اتفاق السويد كاملا بما فيه الانسحاب الحوثي من الحديدة تحول الحديث إلى ملاطفة الحوثيين للانسحاب من ميناء الحديدة.
وما يدور في هذا المسار العقيم مخطط يتجه إلى ابتسار اتفاق السويد واجتزاءه بحيث يبقى روح الاتفاق الانسحاب من الموانئ مقابل بقاء الإدارة المحلية والأمنية للمليشيات الحوثية وهذا ما يحاول تثبيته لوليسغارد حيث لم يذكر وزير الخارجية البريطاني خلال لقائه القيادي الحوثي محمد فليته في مسقط سوى الانسحاب من ميناء الحديدة.
وفي جانب الرقابة على وقف إطلاق النار ورفع تقارير أسبوعية حول الالتزام بذلك فقد أغفل كبير المراقبين الأمميين إلى الحديدة الجنرال مايكل لوليسغارد هذا المحور الذي تبنى عليه كل الإجراءات التنفيذية، وذهب بعيدا لتسويق انسحاب القوات المشتركة إلى مسافة محددة مكافأة مجانية للمليشيات الحوثية على دورها المعرقل للاتفاق.
وبعد أن نسفت كل المدد الزمنية التي وضعت لتنفيذ اتفاق السويد وخطة إعادة الانتشار بمرحلتها الأولى والثانية تكون مهمة لوليسغارد غير منقادة بأي إطار زمني، وبذلك سيعمل على التحرك خارج كل الضوابط والنصوص المحددة في الاتفاق وخطة إعادة الانتشار.
وتتجه تحركات لندن خلف المبعوث وكبير المراقبين لعدم ترك أي فراغ يمكن أن تتواجد فيه مواقف دولية أو إقليمية، ويظهر الحرص والخبث الانجليزي المعروف بقوة في إدارة لندن لملف الحديدة وسط شبه غياب لكل المحاور الفاعلة على الساحة الدولية بما فيها الجانب الأمريكي الذي يحذر من تمادي طهران ويتعامى عن التحرك ضد أذرعها في الميدان.