من حجور إلى الحشا والقفر.. صوت الثائرين يمزق سطوة مليشيا الكهنوت في جغرافيا سيطرتها
تعايش مليشيات الحوثي الإرهابية كوابيس التمرد المجتمعي من الداخل على سلطاتها الإجرامية، وكسر حاجز الخوف في أوساط القبائل منذ انتفاضة 2 ديسمبر التي فتحت أبواب جهنم على عصابة الكهنوت الحوثية.
ورغم الهمجية والتوحش من قبل المليشيات في إخماد التحركات القبلية حينها إلا أن مواجهة سلطة المليشيات العسكرية تدحرجت ككرة الثلج لتصل مؤخرا إلى معقل المليشيات في صعدة حيث قاتل أبناء آل حميدان المليشيات دون خوف أو تردد رغم فارق الإمكانيات العسكرية بين الطرفين.
وشهد العام الماضي 2018 م قائمة طويلة من المواجهات والوقوف في وجه الهمجية الحوثية من قبل قبائل ومناطق وحتى مجاميع صغيرة ابتداء من صنعاء وإب وذمار والمحويت وحجة وحتى صعدة وعمران على كل خارطة الوجود العسكري للعصابة الحوثية.
وشكل العام الجديد 2019 منعطفا جديدا في مسار التعاطي القبلي مع المليشيات ورفض سلطتها وجبروتها رغم البطش والإرهاب الذي تتعامل به العصابة الحوثية لإخماد هذه التحركات التي يمكن أن تشكل ثورة ساحقة ضد المليشيات في حال وجدت دعما وتم تبنيها من قبل التحالف والقوى الفاعلة محليا.
ورغم كل محاولات المليشيا الإيرانية الحوثية إسكات صوت الثائرين ضد الكهنوت في حجور حجة إلا ان فتيل الانطلاقة وصل إلى عمران والضالع حيث تحركت ولازالت قبائل الحشا لتضرب المليشيات بمقتل حين حاولت العصابة الحوثية التموضع في مناطق مطلة عسكريا على مدينة الضالع لتجد نفسها مدحورة إلى جغرافيا محافظة إب .
هذا التنامي السريع لموجة السخط الشعبي والخروج على سلطة الكهنوت والتعبير عن هذا الرفض بوسائل متعددة قوض حالة السكون والركون إلى الحالة الاستسلامية التي حلمت المليشيات بأنها ستسود كل القبائل في مناطق سيطرتها.
وبعد أن كانت المليشيات تتحرك لتحفيز القبائل على رفد جبهاتها بالمقاتلين لم تعد اليوم تسعى إلى التحشيد القبلي للقتال إلى صفها، بل تعمل وبكل جهد على منع فتح جيوب تمرد قبلية ضدها الأمر الذي سيضاعف من عبء مهامها في تأمين مقاتلين للجبهات أو لمواجهة التحفز القبلي ضدها.
هذا الزخم الكبير والرغبة في كسر قيود المليشيا في كل مناطق القبائل مرهون بمدى التفاعل من قبل الأطراف المعنية مع ثورة حجور الوطنية ضد الكهنوت والتلاحم المجتمعي بأقل الإمكانات للتصدي لكل محاولات المليشيا إسكات هذه الثورة المشتعلة ضد الكهنوت في حجة.
وتظهر مؤشرات الارتباك من قبل المليشيات في التعامل مع التحركات المناهضة لها بشكل واضح الأمر الذي أعطى صورة مهترئة عن مدى جاهزية المليشيات للتعامل مع القبائل في حال تحركت ضد المليشيات الإرهابية.
ورصد تقرير خبراء مجلس الأمن في اليمن تنامي السخط والانشقاقات المجتمعية والقبلية ضد الحوثيين في العديد من المناطق رغم قبضة الحوثيين الحديدية، وتحدث التقرير عن مؤشرات في خولان ومحيط صنعاء وهو ما يشكل رعبا حقيقيا لعصابة الكهنوت.
مؤخرا وعلى تسجيلات مصورة ظهرت قبائل القفر تعلن رفضا جماعيا لوجود ما يسمى باللجان الشعبية في مناطقها، وأكدت أنها ستؤمن مناطقها بشكل ذاتي بعد مواجهات مع المليشيات وهو ما يشكل نموذجا آخر من الثورة ضد المليشيا والتحرر من قبضتها برفض تواجدها ولو أمنيا في مناطق القبائل.
وتشعر المليشيات أن التحركات القبلية بدأت بطي صفحة حضورها الذي استمدت ثباته من تهادن هذه القبائل مع المليشيات والتعايش مع تواجدها العسكري والمسلح في مناطق القبائل.
الصورة التي رسمتها المليشيات عن نفسها كونها قوة لا تهزم تلاشت وتمزقت تحت أقدام أبطال حجور والحشا وقفلة عذر والقفر حيث يشكلون جبهات متقدمة في قلب جغرافيا الوجود الحوثي في شمال اليمن.