كشف تقرير حديث لخبراء دوليين مرفوع لمجلس الأمن عن تنسيق الحوثيين مع تنظيمي القاعدة وداعش في اليمن، بحثاً عن الانسجام التكتيكي في بعض المناطق اليمنية التي تلتقي فيها مصالح هذه الأطراف، مشيرا إلى شبكات تهريب للسلاح والمعدات عبر البحر الأحمر دعما لتنظيم القاعدة، وإفساح المجال للتدفقات المالية لأعضاء تنظيم داعش في اليمن القادمة تهريبا عبر البحر الأحمر إلى الحديدة والسواحل الباقية تحت سيطرة المليشيا الحوثية.

 

وأكد التقرير الثالث والعشرون المرفوع لمجلس الأمن من فريق الدعم التحليلي الدولي بشأن تنظيم (داعش) وتنظيم القاعدة ومن يرتبط بهما من أفراد وكيانات أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي يتخذ من اليمن مقرا له يتعرض لضغوط مستمرة من جراء الهجمات العسكرية ضد العديد من قادته وطرده من بعض معاقله التي سيطر عليها لفترة طويلة جنوبي البلاد.

 

وعلى الرغم مما اعتبره التقرير الذي حصلت عليه وكالة 2 ديسمبر، انتكاسات يتعرض لها تنظيم القاعدة في اليمن غير أنه أكد أنه يعمل على التعافي من خسائره وأعاد تنظيم صفوفه وقال " استطاع التنظيم إيواء عناصره داخل المجتمعات المحلية ومواصلة حملة حرب العصابات والتراجعات الاستراتيجية وينفذ العمليات التفجيرية والاغتيالات، لا سيما استهداف المسؤولين الحكوميين. في وقت يسعى إلى توسيع نطاق عملياته الإرهابية إلى بلدان أخرى، بيد أن طموحه يصطدم بالأوضاع الحالية في اليمن فيما يواجه صعوبات مالية أضعفت قدراته، مما يرغمه على الاقتصار في نشاطه بشكل أساس على الاشتباكات غير المباشرة مع التحالف العربي، ولا سيما في المحافظات الجنوبية."

 

وطبقا لتقرير الخبراء الدوليين فإن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يعطي الأولوية لإعادة هيكلة صفوفه وإنشاء جناح استخبارات فعال يتألف أساساً من أعضاء جدد ومحاربين قدامى في التنظيم ويفرض على مقاتليه عدة تدابير أمنية جديدة.

 

وفيما أكد الخبراء الدوليون استقاءهم معلومات مؤكدة عن أن الحوثيين ينسقون مع تنظيم القاعدة وتنظيم داعش في اليمن، بحثاً عن الانسجام التكتيكي في بعض المناطق التي تلتقي فيها مصالح كل طرف منهم، أشاروا في تقريرهم إلى أن خلايا تهريب عن طريق البحر الأحمر لديها روابط مع شبكات لتجارة وتهريب السلاح في كلا اليمن والصومال تلبي تعاون تنظيم القاعدة مع حركة الشباب في الصومال بمجال تجارة الأسلحة والمعدات عن طريق البحر الأحمر.

 

وبشأن تنظيم داعش في اليمن قال تقرير الخبراء الدوليين إنه أصبح لا يملك سوى عدد قليل من معسكرات التدريب المتنقلة وعدد متناقص من المقاتلين، وأن وجوده يتركز في منطقة الظهرة في محافظة الجوف، تحت قيادة أبو شاكر المهاجر الذي خلف محمد قنعان الصيعري الذي يُرجَّح مقتله، كما يصارع أيضاً للإبقاء على موطئ قدم في جبهة قيفة في محافظة البيضاء حيث تتمثل أنشطته هناك في حماية قادة الجماعة وأفراد أسرهم.

 

ويعتمد تنظيم داعش في اليمن -طبقا للتقرير- على الدعم الخارجي لتمويل عملياته في اليمن. كاشفا عن تهريب الأموال نقداً لتنظيم داعش عن طريق مدير الشؤون المالية في التنظيم، يدعى سند الجزراوي الذي قال التقرير إنه يسافر إلى مدينة الغيظة في محافظة المهرة لتحصيل المدفوعات. فيما يتم إيصال المبالغ المالية للأعضاءُ الجدد في تنظيم داعش في اليمن بحراً نحو الحديدة والشريط الساحلي حيث سيطرة مليشيا الحوثي.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية