1000 ريال على كل طالب أسبوعيا.. جبايات ميليشيا الحوثي تحول أطفال اليمن إلى باعة متجولين
يتخذ الطفل مأمون، سُلّم أحد المركزي الطبية بالعاصمة صنعاء، مكاناً لعرض بضاعته للناس (البيض المسلوق)، يَعرض بضاعته قاعداً على بلاط المدرج، فهو لا يستطيع التجول في شوارع المدينة، كونه لا يقدر على حمل طبق البيض، منهم من يشتري رغبة في بضاعته، وآخرون يشترون رحمة وشفقة به.
يرتجف بدن الطفل "مأمون" البالغ من العمر تسع سنوات من البرد القارس الذي تعيشه العاصمة صنعاء في فصل الشتاء، لكنه مضطر للبقاء في عرض بضاعته حتى العاشرة ليلاً، فهناك من ينتظره ليعود إليهم برغيف الخبز.
حال الطفل مأمون، لا يختلف عن وضع مئات آلاف الأطفال الذين يمتهنون البيع والتجول في شوارع المدينة، بعدما حرمتهم ميليشيا الحوثي المسلحة حقهم في التعليم لفرضها جبايات أسبوعية لقاء استمرارهم في المدرسة، وفي ذلك تقول إحدى الامهات لـ"وكالة 2 ديسمبر" : " يفرض الحوثيون 1000 ريال أسبوعياً على كل طالب، إيجار المدرسة الحكومية، و1000 ريال شهرياً معاش المعلمة"
وتضيف، أطفالي الثلاثة لا يدرسون هذا العام، كلهم في البيت، فليس بمقدورنا دفع رسوم المدرسة، فمتطلبات الحياة كثيرة ومكلفة، ابوهم مغترب في السعودية، والمصروف الذي يرسله شهريا، لا يكاد يكفي لإطعامهم.
وتسرب ما يقرب من نصف مليون طفل من المدارس منذ انقلاب ميليشيا الحوثي على الدولة، نهاية عام 2014، ليصل إجمالي عدد الأطفال خارج المدرسة إلى مليوني طفل وفقاً لتقديرات اليونيسف.
ويقول مراقبون لـ" وكالة 2 ديسمبر" أدخلت ميليشيا الحوثي غالبية السكان، إلى أتون الفقر المدقع، صادرت الحقوق، وأوقفت المرتبات، وتتاجر بالخدمات العامة، وتفتعل الأزمات لجني الارباح من السوق السوداء.
وأشاروا أن الفقر يشكل عقبة رئيسة أمام تعليم الفئات الأكثر ضعفاً، التي لا تستطيع الآن دفع تكاليف التعليم مثل الزي الرسمي، وتكلفة النقل، والكتب وما إلى ذلك من المستلزمات المدرسية.
وبات4.4 مليون طفل مهددون بالحرمان من حقهم في التعليم، ويعاني آلاف الأطفال في سن المدرسة من النزوح القسري، وسط تحديات هائلة أبرزها أزمة المرتبات التي تركت 72 % من إجمالي المعلمين بدون مرتبات في 13 محافظة منذ اواخر العام 2016.
وتكافح بعض الاسر على استمرار اولادهم في تلقي التعليم، إذ تشير الدراسات أن 8 في كل 10 يمنيين مدينون، وقد اخذت 21 % من الأسر قروضا من أجل تغطية نفقات التعليم والصحة، وفي سبيل التأقلم مع تداعيات الأزمة المعيشية، خفضت 26.5 % من الأسر الانفاق على التعليم والصحة، وقام 2.1 % بسحب الأطفال من المدرسة.