الجزار الحوثي يذبح اتفاق السويد
خرج الجزار عبد الملك الحوثي بعد صمت يهذي بحديث مرتبك، ومرتعش.. تحمل تفاصيله لغة المنهزم نفسياً ومعنوياً، لمتمرد صار يعيش وضعاً بأساً.. يفقد القدرة على الحركة يوماً بعد الآخر.. خطاب.. كلمة.. وصية.. لا توصيف لما قاله، بل هو الهذيان بذاته، كونه يعكس ما يعيشه من حالة هستيرية نتيجة عدم مقدرته السيطرة على مجريات المعركة العسكرية والسياسية، نتيجة الهزائم المتتالية التي يتعرض لها في الحديدة وصعدة والصراعات المحتدمة بين أجنحة جماعته..
خطاب الحوثي الطويل، والممل وبعد تفحص لمضمونه، نطلع بنتيجة مفادها: بأنه لم يعد لهذا الكاهن صديق إلا الشيطان فقط..
تصوروا.. واحد يدعي أنه يدافع عن الأرض والعرض والكرامة، يعتبر اختطاف وسجن اليمنيات، وجرائم أتباعه اللصوص والقتلة، من القضايا الثانوية التي لا يجب أن تثار في هذه اللحظة.. ليس هذا فحسب.. تعالوا وتفرجوا.. الدجال يريد الشعب اليمني يموت قتلاً عن بكرة أبيه.. في جبهات حروبه العبثية، ومن يرفض هذا العرض سيقتل على ذمة فتوى الخيانة والمخالفة للأوامر الإلهية التي أطلقها في خطابه.. أمانة عليكم، عاد هذا الكاهن بعقله...؟ أو هذا مجنون (جنان قبي).. وعاد المجتمع الدولي يمارس الضغط وقالوا: تحاوروا معه.. وكانت هذه هي نتيجة تحركات المبعوث الدولي جريفيث.. أكيد حالة الجزار تدهورت وفقد صوابه نتيجة توالي هزائمه أمام حراس الجمهورية والعمالقة والمقاومة التهامية في الساحل الغربي وبصعدة..
الشيء الآخر، واحد يتكلم عن القرآن الكريم.. ويتجاهل أن الله سبحانه وتعالى أورد لفظ الحوار والتحاور عشرات المرات وتحاور سبحانه وتعالى مع إبليس.. و(جعله من المنظرين)، بينما هذا الكاهن يكفر ملايين اليمنيين، ويستبيح دماء من يخالفه، وصار يقدم نفسه وكأنه إله وأن شعب اليمن عبيد له.
لقد خرج يطالب، وبلغة التهديد والوعيد، المشايخ والأعيان والعلماء بتقديم أولادهم ليموتوا دفاعاً عنه وعن أسرته.. هذه هي قضيته.. فهو يتلذذ بصور أولئك القتلى الذين رمى بهم إلى محارق الموت، ولم يكتف بكل أولئك الضحايا.. بل إنه يريد المزيد والمزيد ومن يرفض فسيواجه الموت.. وفي ذات الوقت يُمني السذج من أتباعه بمزيد من (نعيم) الموت ليعيش هو وأسرته حكاما لليمن.
لقد توارى الجزار الحوثي عن الأنظار وتهديداته خلال احتدام معركة الحديدة، وطبخ مسرحية السويد.. ولاحظناه كيف يهش ويبش بالمبعوث الدولي لوقف معركة استكمال تحرير المدينة.. واليوم ها هو ينقلب على كل شيء بعد أن استكمل استعداداته لخوض مواجهات عسكرية في الحديدة.. شفتم، هذا هو الحوثي..!!
فقد تجاهل الحديث عن أي التزام لتنفيذ اتفاق السويد والقرارات الأممية وأي إشارة للمراقبين الدوليين المزمع وصولهم لمراقبة انسحاب ميليشياته من الحديدة والموانئ، أو الالتزام بقرار وقف إطلاق النار.
المضحك المبكي أن (المشعبين) مصدقون أن الحوثي سيطلق المعتقلين والمختطفين، وقد خرج وهدد الداخل والخارج بصناعات عسكرية بحرية وجوية وبرية تتطور وتتنامى، حسب زعمه.
طبعاً.. كل كلامه خرط في خرط.. ولو كان في موقف القوة.. ما هرب أتباعه من الحديدة (مشرشفين).. ولما حولوا المدينة إلى خنادق، والشوارع إلى أنفاق وتلال رملية ملغمة، وعملوا من حاويات الموانئ حواجز خوفاً من تقدم المقاومة اليمنية..
صدقوني.. أن الجزار الحوثي وميليشياته في وضع صعب جداً.. فهذا النباح والتخبط هو نتاج حالة انهيار وفقدان الثقة بالنجاة، ولم يعد أمامه إلا المزيد من ممارسة سفك الدماء، وإشعال الحرائق والدمار.. ولا خيار أمام الشعب إلا أن يثور ويتخلص من هذا السفاح، قبل أن يبيد فلذات أكباد اليمن بالكامل.