حقائق وشهادات صادمة.. ميليشيا الحوثي تسجل أبشع ديكتاتورية في التاريخ
يعيش المواطنون في العاصمة صنعاء، والمناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي المسلحة، الخوف والقلق، فهم لا يستطيعون التعبير عما في انفسهم، ولا المطالبة بحقوقهم التي صادرتها الميليشيا، إذ ينتشر التعذيب والاحتجاز، والاختفاء القسري، على نطاق واسع، وفقاً للوثائق القانونية والمقابلات مع الضحايا ونشطاء حقوق الإنسان.
ويقول أحد المواطنين لـ "وكالة 2 ديسمبر" أذهب الى العمل كل يوم، ولا املك حق المواصلات، وانا مجبر على الدوام، وإلا سيتم وضع اسمي في قائمة المؤيدين للشرعية والجواسيس وسيتم تصنيفي بأني معادٍ لهم، وسجني، ومصادرة وظيفتي، كما حصل للكثير من الزملاء الذين تغيبوا واستبدل مكانهم بموظفين جدد يتنمون لجماعة الحوثي.
ويؤكد المواطن الذي طلب عدم الكشف عن هويته ليتحدث بحرية “لا أملك القدرة على رفض هذا الوضع والمطالبة بحقوقي، ولا اتذكر متى استلمت نصف راتب، وأعيش على الدين، بعد ما بعت كل ما أملك، ووضعي بات مؤلما ولا يحتمل"
حال هذا المواطن لا يختلف عن وضع الملايين من اليمنيين الذين يتضورون جوعا، وشاءت الأقدار أن يعيشوا تحت حكم ميليشيا متسلطة لا تعرف إلا القتل والعنف والتعذيب والنهب.
وفي ذات السياق يقول ناشطون حقوقيون لـ" وكالة 2 ديسمبر" يحكم الحوثيون قبضتهم من خلال الخوف والترهيب، ويقمعون كل من يعارضهم، وتؤدي هذه الانتهاكات إلى تأجيج جو من الخوف والتخويف في العاصمة صنعاء والمناطق التي يسيطرون عليها.
ووفقا لنشطاء حقوق الإنسان والضحايا، استهدف الحوثيون النشطاء والصحفيين والمحامين والأقليات الدينية والمديرين التنفيذيين - أي شخص يعتبر ضد حكمهم وأيديولوجيتهم- يقتحم مسلحون المنازل ليلا، ويعتقلون ويضربون الناس بسبب نزاعات بسيطة، أو بسبب انتقادات لحركتهم، كما يتم تلفيق تهم لهم، ويصدروا الحكم عليهم، فهم يسيطرون على المحاكم.
وقالت كريستين بيكر، باحثة اليمن في هيومن رايتس ووتش: "لقد ذهب الحوثيون حقاً بعد طائفة واسعة من الناس الذين يرون أنهم يشكلون تهديداً أو خصوماً سياسياً لهم". "الآن، هناك حملة مستمرة ومتزايدة على المجتمع المدني ومزعجة للغاية."
ويقول محامون وناشطون في مجال الحقوق المدنية إن الانتهاكات قد تفاقمت منذ ديسمبر 2017، عندما قتل الحوثيون الرئيس السابق علي عبد الله صالح ، وعززت حركة حرب العصابات قبضتها على معظم شمال اليمن، وممارسة السيطرة على كل جانب من جوانب المجتمع.
ويؤكد ناشطون حقوقيون أن ميليشيا الحوثي، زجت بآلاف المواطنين في السجون، تم سجنهم في حملات وحشية تهدف إلى قمع المعارضة والحصول على الأسرى الذين يمكن المتاجرة بهم للحصول على فدية أو تبادلهم مع المقاتلين الحوثيين الذين يحتجزهم الطرف الآخر.
وبحسب روايات مواطنين أفرجت عنهم الميليشيا بصفقات تبادل اسرى سابقة، او بفدية مالية، يقول أحدهم إنهم أحرقوه وضربوه وقيدوه بالسقف بواسطة معصميه لعدة أيام حتى ظنوا أنه مات، وهو واحد من بين آلاف الأشخاص الذين سجنتهم ميليشيا الحوثي خلال السنوات الأربع من الحرب التي اشعلتها في البلاد.
كما وجد التحقيق الذي أجرته وكالة أسوشيتيد برس، أن المعتقلين تعرضوا لتعذيب شديد، حيث تم ضربهم على وجوههم بالهراوات، أو تعليقهم من السلاسل بواسطة معصميهم أو أعضائهم التناسلية لأسابيع في كل مرة، ومع حرقهم بحمض الأسيد.
وبحسب مقابلات الضحايا الذين اخطفتهم الميليشيا، يستخدم الحوثيون التعذيب الوحشي، والصدمات الكهربائية، والتعليق من السقف مع تقييد اليدين، والضرب بالكابلات الكهربائية المغلفة بالمطاط، كما يتم استجوابهم في زنازين انفرادية صغيرة بدون ضوء، وعصب العينين طوال فترة الاستجواب، ثم يأمروهم بالاعتراف في قناة المسيرة بمهمة التجسس.
ووصف ثلاثة أشخاص آخرين كانوا محتجزين من قبل الحوثيين أساليب تعذيب إضافية، بما في ذلك ربطهم من الأرجل والذراعين بقضيب معدني وإطفاء النار، كما لو كان يتم تحميصهم مثل الدجاج. في بعض الأحيان، يتم طرح ثعبان داخل زنزانة صغيرة مع المعتقلين بمفردهم.
وتستخدم ميليشيا الحوثي العنف البوليسي، وتزرع جواسيس في كل مكان، في المستشفيات والفنادق والأحياء، كما يقول عمال الإغاثة والناشطون والسكان، وتراقب المكالمات الهاتفية، كما عملت في الفترة الاخيرة بحسب تغريدات للمقالح على منصة "تويتر" عضو اللجنة الثورية التابعة للميليشيا، على تجنيد نساء للإيقاع بصحفيين معارضين لها، وتسجيلهم عبر مكالمات ناعمة، وابتزازهم واسكاتهم عن معارضتها ونشر جرائمها ضد الانسانية.