الأمم المتحدة تغض بصرها عن جرائم وحشية يرتكبها الحوثيون يومياً في ريف الحديدة
وكأن لا شأن لها بما يحدث؛ يتواصل صمت الأمم المتحدة إزاء جرائم فظيعة يرتكبها الحوثيون يومياً في ريف محافظة الحديدة ومدينتها، ولا تتوقف الجرائم تلك عن التهام المزيد من الأرواح البريئة، خاصة في مديريات الريف الجنوبي كحيس والتحيتا وبيت الفقيه.
في الوهلة التي يصل فيها الزائر إلى مدينة حيس، لا تدعه المليشيات الكهنوتية يمر دون أن تستقبله بالمقذوفات ورصاصات قناصتها المتمركزين في جبال تطل على المدينة، ومن هناك يقضون أوقاتهم في إراقة دماء الأبرياء وإزهاق أرواحهم.
ولا يختلف الحال في مديرية التحيتا، إلا في طريقة وعرة يخوض فيها سكان المدينة ساعات طوال للوصول إلى المديريات والمناطق المجاورة بسبب قطع الطريق المليشيات لطريق المدنيين الرئيسي الذي يصلهم إلى منازلهم.
ويشق كثيرون من سكان التحيتا طريقهم مشياً في مسار ترابي فتحته لهم القوات المشتركة بديلاً عن طريقهم المقطوع من قبيل المليشيات، لكن الطريق طويلٌ ومتعرج في الرمال، ويجلب مشقات ومتاعب ثقيلة على السكان المعوزين الذين يفتقدون وسائل التنقل، ويضطرون لعبور المسافات على دوابهم، وسيرا على الأقدام غالباً.
وتتلقى المدينة بشكل دائم قذائف وصواريخ حوثية تنشر القتل في أروقة الأحياء الشعبية المثقوبة برصاصات حوثية لم تجد طريقها إلا إلى منازل المدنيين، عندما طردت جماعة الكهنوت من مركز المدينة التجأت إلى أطرافها لمواصلة انتقامها من المدنيين.
ومنذ شهر واحد بلغ تقدير المنازل المدمرة في حيس والتحيتا وبيت الفقيه، قرابة 18منزلا، غير العشرات من الأكواخ المعروفة شعبياً بين أبناء تهامة، والتي تأوي آلاف الأسر في الساحل الغربي، حيث العشرات منها أحرقت بنيران الانقلابيين خلال الشهر الماضي، وأضطر ساكنيها الرحيل إلى العراء.
وعادة لا تهاجم المليشيات مواقع القوات المشتركة إلا عبر الاحتماء بالمدنيين والتسلل من التجمعات السكانية، لمعرفتها بأن القوات المشتركة تلتزم وقف إطلاق النار، ولا ترد على مواقع المليشيات المنصوبة في داخل الأحياء السكانية، وهو تعدٍ على الأعراف والمبادئ الإنسانية تستغله المليشيات دون مراعاة لحياة المدنيين.
وتضج سيارات الإسعاف بشكل شبه يومي قادمة من حيس وبيت الفقيه والتحيتا، تقل ضحايا مدنيين، مزارعين ورعاة، وجوالين في الطرق، تستهدفهم المليشيات عنوة، ورغبة في تضريج الأرض بدمائهم، ورغم هذه الوحشية المفجعة يصمت المجتمع الدولي، ويلتصق لسان الأمم المتحدة بشدقها.
تحصلت "وكالة 2 ديسمبر" مساء اليوم، على معلومات تؤكد مقتل صياد وإصابة طفلين آخرين في منطقة الزهاري أثناء عودتهم من الساحل يحاولون الوصول إلى منازلهم فانفجر بهم لغم من مخلفات المليشيا. مشيرة إلى أن الطفلين المصابين أحدهما في الثالثة عشرة والآخر في الرابعة عشرة.
يقول حقوقيون إن المليشيات الإرهابية تستغل الصمت الدولي وغياب دور المنظمات الحقوقية لتتشبع بدماء الأبرياء، وتمارس المزيد من الجرائم بمنأى عن أي إدانة دولية، حتى بات الأمر يلتبس لدى اليمنيين المتسائلين (هل يعقل أن تصمت الأمم المتحدة عن هذه الجرائم؟، هل تدعم الحوثيين؟!).
مثل تلك التساؤلات بديهية ومنطقية أن تخطر على بال جملة اليمنيين بلا استثناء؛ فبينما كانت طلائع القوات المشتركة تشق الليل وتصنع الفجر في مدينة الحديدة لتعيد الحياة إلى المدينة وتطرد المليشيات الإرهابية منها، تدخلت الأمم المتحدة لإنقاذ الحوثيين بعذر أقبح من ذنب حمل شعار (إنقاذ المدنيين)، الذين ما يزالون يغرقون بجرائم فادحة ترتكب بحقهم وتسكت عنها المنظمة الدولية.