السودان ينتقد بيانا غربيا عن الاحتجاجات: لا نحتاج لمواعظ
أعلنت وزارة الخارجية السودانية، الأربعاء، رفضها واستنكارها بياناً أصدرته سفارات دول "الترويكا" وكندا ينتقد تعامل السلطات في الخرطوم مع الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مؤكدة أن السودان لا يحتاج إلى وصاية أو مواعظ.
وقال بابكر الصديق، المتحدث الرسمي لخارجية السودان، إن بيان سفارات دول الترويكا وهي: الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، والنروينج، بالإضافة إلى دولة كندا يجافي الحقائق الموضوعية والوقائع الماثلة بشأن الاحتجاجات وتعامل السلطات المعنية معها.
وأضاف بابكر أن "حكومة السودان لا تحتاج إلى وصاية أو مواعظ من سفارات الدول المعنية في هذا الخصوص".
وأضاف أن "وزارته رغم حرصها على التعاطي الإيجابي مع هذه الدول عبر الآليات المتفق عليها، فإنها ترفض التهديد المبطن في البيان، وتعيد التأكيد على استقلالية القرار السوداني وحماية سيادة البلاد، ورفض التدخل في الشؤون الخاصة بها".
وتابع بابكر الصديق أن "الحكومة السودانية أكدت التزامها الكامل بحرية التعبير والتجمعات السلمية وفقاً لنصوص الدستور والقوانين السارية، غير أن ذلك بالطبع لا يشمل أعمال العنف والأنشطة غير القانونية التي تقوم بها كيانات غير شرعية لتحقيق أهداف غير قانونية وأجندة تتعارض مع المصلحة الوطنية وتهدد الاستقرار والأمن العام".
وشدد الدبلوماسي السوداني، على أن الموضوعية كانت تقتضي أن تشير سفارات هذه الدول إلى أعمال العنف البالغ التي صاحبت بعض الاحتجاجات، مثل الاعتداء على المرافق الحكومية والحزبية.
وذكر بابكر الصديق أن بيان السفارات الغربية لم يتطرق لحقيقة أن حالات الوفاة كانت في سياق أحداث العنف التي صاحبت بعض الاحتجاجات، وأن من بين الضحايا أفراداً من القوات النظامية.
واعتبر أن "الأرواح العزيزة التي فقدت من السودانيين ظلت الحكومة السودانية تحرص على حمايتهم، وحفظ دمائهم"، لافتاً إلى تشكيل الرئيس السوداني لجنة للتحقيق في حالات الوفاة، برئاسة وزير العدل.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير، قال في تصريحات، إن بلاده تعرضت لحرب وحصار من أجل تركيعها، مؤكداً أن هناك مؤامرات تُحاك ضد السودان.
وأضاف البشير، خلال كلمة وجّهها أمام حشد في العاصمة السودانية الخرطوم، الأربعاء، أن الشعب هو من يحدد من يصل إلى السلطة، وهو من يقرر من يحكمه عبر انتخابات حرة ونزيهة.
وأكد الرئيس السوداني أن قوات الأمن والشرطة تعاملت بتحضر مع المتظاهرين.
ومنذ ديسمبر/كانون الأول يشهد السودان مظاهرات بعد قرار الحكومة رفع أسعار الخبز 3 أضعاف، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من نقص حاد في العملات الأجنبية وتضخم بنسبة 70%.
وتحولت الاحتجاجات التي اندلعت في البداية في بلدات وقرى قبل أن تنتقل إلى الخرطوم، لتجمعات مناهضة للحكومة.
وأفادت السلطات بأن 19 شخصاً على الأقل قتلوا في المظاهرات بينهم عنصران من قوات الأمن.
وكالات