نشوان مقبل.. رفض القتال في صفوف المليشيا الحوثية فسُجن وعُذب نحو عامين
قبل عام وثمانية أشهر خرج نشوان مقبل من مدينة تعز باتجاه منطقة القاعدة للعمل في مجال تنظيف السيارات كمهنة واظب على أدائها منذ أن كان في الخامسة عشرة من العمر.
وبنفسية الشخص العائد إلى مصدر رزقه واظب هذا الرجل على تنظيف السيارات ليومين دون أن يكدر باله شيء سوى زيارات مشرفي المليشيات الكهنوتية.
كانت طريقة أسئلة المشرفين عن حاله ووضعه المالي تثير استغرابه، فمليشيات الحوثي لا تسأل عن حال الناس ولو كانوا يعيشون في لحظات سيئة هي الأقرب إلى الموت جوعا.
لكن الإلحاح الحوثي كشفته عروض تقدمت بها المليشيات الكهنوتية للعمل كمقاتل في صفوفها في إحدى جبهات القتال المشتعلة.
واجة نشوان العروض المالية ببسالة مفضلا العمل في تنظيف السيارات على العمل قاتلا مأجورا يزهق أرواح الأبرياء، لكن الرفض الصارم الذي أبداه ذلك الرجل أزعج المليشيات السلالية لتقدم على اعتقاله وتوجيه تهم عدة بحقه لرفضه سلوك المسيرة المليشاوية المقيتة.
وفي مدينة الصالح حيث يقبع المئات من المعتقلين، تلقى نشوان صنوفا عدة من التعذيب خلال فترة اعتقاله التي امتدت نحو عام وثمانية أشهر.
كانت السياط شديدة الوطأة على جسده المنهك فيما كان الحرمان من الغذاء والمياه إحدى أدوات التعذيب قساوة.
أصيب خلال فترة اعتقاله بالتهابات مزمنة في الكلى وفي الكبد فضلا عن إصابته بهزال وجروح عميقة في رأسه.
كل ذلك ونشوان مقبل الفقير المهمش يرفض الرضوخ للعروض الحوثية بالتوقف عن تعذيبه وإطلاق سراحه مقابل موافقته على تعهد بالقتال لإلى جانبها متى ما حانت الفرصة.
علم أحد رجال الأعمال بمأساته ودفع لسجانيه 300 ألف ريال مقابل إطلاق سراحه رأفة بحالته النفسية والجسدية المزرية ليخرج من المعتقل وقد تغيرت ملامح وجهه وضعف جسده.
بعد عام وثمانية أشهر من التعذيب يخرج نشوان من معتقله سيء الصيت ليتوجه إلى مستشفى الثورة لعلاج أمراضه المزمنة.
ورغم فقره وعجزه حاولت أسرته المعدمة إسناده لعله يستعيد عافيته بعد رحلة العذاب القاسية التي تعرض لها في سجون مليشيات الحوثي الكهنوتية.