الممارسات الحوثية البشعة تدفع سجينا في إب إلى الانتحار
عندما يجد البعض تعنتا حوثيا في إطلاق سراحهم فانه يقدمون على خطوة مؤلمة لأسرهم وكذا لمن قرأ مأساتهم.
فبعد أن قضوا سنوات في سجون مليشيات الحوثي الكهنوتية مع ما يصاحب ذلك من عمليات تعذيب قاسية، فإن الانتحار قد يكون خيارا وحيدا ومؤلما للخلاص من الوضع النفسي.
ففي وقت متأخر من مساء السبت وجد السجين أحمد عبدالله السيد مشنوقا في إدارة السجن المركزي في محافظة إب احتجاجا على رفض مليشيات الحوثي مطالبه المتكررة بإطلاق سراحه.
والسيد رجل في منتصف العمر يقضي عقوبة غامضة بالسجن المركزي بمحافظة إب منذ سنوات، وقد أدت ممارسات التعذيب الوحشية إلى إصابته بحالة نفسية مزمنة.
يقول عاملون بالسجن وهم على اطلاع واسع بحالته المرضية إن السيد أصيب بحالة نفسية سيئة جراء الممارسات والانتهاكات الحوثية بحقه.
يضيفون أن المليشيات السلالية وافقت بعد تدخل المنظمات الإنسانية العاملة بالسجن على نقله إلى المصحة النفسية، وهناك ظل لأشهر يخضع للعلاج النفسي.
وعندما تعافى من حالته المرضية رفعت تقارير طبية تفيد بتحسن حالته مما يستوجب نقله إلى السجن العام أو إطلاق سراحه، لكن المليشيات السلالية ظلت ترفض ذلك وأصرت على إبقائه بين المرضى النفسيين عقابا له على مواقفه الرافض لممارساتها القمعية.
ورغم الرفض المتكرر من قبل المليشيات إلا أنه ظل يطالبها بإخراجه من تلك المصحة على أمل أن يجد طريقا آخر للحياة.
لكن ذلك الأمل واجهه صنوف شتى من التعذيب النفسي والجسدي إلى أن رأى أن مطالبه تواجه الرفض باستمرار، وليس هناك من خيار سوى التخلص من الجحيم الذي يعيشه.
ويقول أطباء وعاملون في السجن إن السجين ظل لأشهر يطالب مليشيات الحوثي إخراجه من المصحة إلا أن إدارة السجن كانت ترفض ذلك وكأنها أرادت معاقبته بالبقاء بين المرضى النفسيين.
ولأن المصحة النفسية للسجن تعج بالمرضى فقد كان ليل السبت مناسبا لكي يجعل من تلك الليلة خلاصا أبديا.
وفي صبيحة اليوم التالي وجد مشنوقا داخل المصحة النفسية في مأساة جديدة تنضم إلى قائمة المآسي التي يشهدها ذلك السجن بسبب الممارسات الإجرامية بحق نزلائه.
وسجلت خلال الاشهر الماضية حالات انتحار وبتر أصابع وأعضاء بشرية احتجاجا على سوء المعاملة منذ سيطرة المليشيات الكهنوتية على إدارته قبل سنوات.