أبو عمار المصري رجل يزيد عمره عن خمسين عاما.. التحق أبناؤه بالمقاومة الوطنية "حُرّاس الجمهورية" قبل فترة وشاركوا في عمليات التحرير منذ انطلاقها، حاول هذا الأب السبتمبري الوطني الغيور اللحاق بهم واستطاع الوصول إلى معسكر الاستقبال في عدن ، وهناك تعثر بسبب تمسك لجنة الاستقبال بشرط العمر المحدد للالتحاق بالقوات.. وهذا الشرط صحّي وسليم مائة في المائة.
 
لكن هذا المقاتل العنيد لم يستسلم لليأس ويعود إلى بيته مستريح البال والضمير مكتفيا بشرف المحاولة، وما لاقاه من تعب وعناء حتى وصل المعسكر.
 
واصل بإصرار وعزيمة الواثق الصادق الصلب السعي إلى باب مشرع يمكنه من الدخول والانخراط في صفوف المقاومة الوطنية مدفوعا بهمّ وطن وقضية كبرى يحملهما ولن يهدأ له بال إلا وقد أروى ظمأه (محاربة الحوثية وتطهير البلاد منها) ..
 
ولم يقل خلاص قد أبنائي في مقدمة الصفوف يحملون قضيتي وقضية كل يمني يدافعون مع رفاقهم عن الوطن ونظامه الجمهوري وأنا سأمدهم بالدعاء والمعنويات .
 
المهم توجه إلى المخا، وهناك بذل كل ما في وسعه من أجل إقناع الضباط والمعنيين بالقبول به ومنحه شرف المشاركة في تحرير الحديدة وبقية المناطق ولا يُريد مقابل ذلك راتبا ولا أي نوع من أنواع الامتيازات، كل الذي يريده هو رفع البندقة وإطلاقها في وجه مليشيات الكهنوت.
 
عرض قضيته واستطاع إقناع أحد قادة الكتائب الذي ضمه إلى كتيبته وأعطاه بندقية وعربة وتوجه مع القوات لمقاتلة الحوثية بكل عنفوان وإخلاص مثله مثل بقية الأبطال من منتسبي المقاومة الوطنية، وشارك بثبات في تحرير مساحة كبيرة وصولا إلى ما بعد مستشفى22مايو، وهناك ارتقى إلى ربه شهيدا إثر سقوط قذيفة هاون وانفجارها فوقه مباشرة.. فتحقق حلمه واستجيب دعاؤه بنيل الشهادة في صفوف المقاومة الوطنية والمشتركة التي تقوم اليوم بتحرير الحديدة وما بعدها إن شاء الله من مليشيات الحوثية السلالية.
 
أحببت أن أنقل لكم هذه القصة الواقعية التي تُعتبر درسا جديدا في مفهوم حب الأوطان والتعلُّق بها والدفاع عنها بالمال والولد والنفس، وهذه الثلاث الأشياء تحققت في الشهيد أبوعمار المصري الذي دفع بأبنائه للالتحاق بالمقاومة الوطنية ورفض قبول أي راتب أو امتياز وبذل نفسه وروحه في سبيل وطنه وما يؤمن به.
 
ومثل هذا البطل لا شك أن هناك المئات والآلاف من اليمنيين الذين يبذلون اليوم كل غالٍ ونفيس في سبيل الدفاع عنه وعن أبنائه وهويته من مليشيات الحوثي الكهنوتية.
 
وهذا نموذج آخر- أيضا- راسلني يسألني: لقد دفعت بأولادي الستة إلى الساحل الغربي للقتال في صفوف المقاومة الوطنية.. هل يكفي أم ألتحق بهم، بماذا تنصحني، أريد أن أقدم كل شيئا من أجل حريتي وحرية شعبي وكرامة أبنائه وحقهم في الحياة؟ 
 
قلت له: بارك الله فيك أيها الفارس الأصيل، يكفي أولادك الستة، فأنت بطل من أبطال الجمهوري ولو استدعى الأمر سننضم إليهم جميعا أنت وأنا وهو وهم، الجميع سندافع عن وطننا وهويتنا وحريتنا.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية