بين شقوق الحرب والمناخ... وقف طارق صالح حاملاً هم وطنه إلى العالم
حين تتصادم قسوة حرب الميليشيات الحوثية مع جبروت التغير المناخي، يولد مشهد إنساني مفعم بالألم.. هذا هو واقع اليمن حالياً، حيث يعيش الناس تحت وطأة حرب طاحنة تشنها الميليشيات المدعومة إيرانياً، لم تكتفِ بتدمير مقومات الدولة، بل أنهكت مواردها الطبيعية، وأتت على الأخضر واليابس، وتركت الشعب يواجه تهديداً وجودياً بفقدان الماء والغذاء.
من على منصة قمة المناخ "كوب 30" في البرازيل , وقف طارق صالح ليس كمسؤول سياسي، بل كان صوتاً لكل يمني يعيش بين جمر الحرب ومرارة الجفاف.. جاء خطابه كنداء إنساني يهز الضمير، متجاوزاً حدود الخطاب الرسمي الجاف.
وأكد صالح أن اليمن، رغم براءته من الانبعاثات الكربونية العالمية، يدفع ثمناً فادحاً لتغير المناخ.. إلى جانب تداعيات الجفاف والفيضانات، تأتي الحرب لتضاعف المأساة، حيث يمتد تدمير الميليشيات الحوثية إلى البحر الأحمر بتسربات النفط الملوثة، مما يهدد أحد أهم الممرات المائية في العالم بكوارث بيئية لا تحمد عقباها.
وتكمن الرسالة الجوهرية في أن معالجة الأزمة المناخية لا تنفصل عن إحلال السلام.. فالحرب والتدهور البيئي يمثلان حلقة مفرغة تهدد الأمن المائي والغذائي، وتؤجج الصراعات المحلية، وتزيد من معاناة المجتمعات الأكثر هشاشة.. وهكذا تتحول العدالة المناخية من شعار سياسي إلى حاجة حياتية للملايين.
لم يقتصر دور طارق صالح على تشخيص الوضع المأساوي، بل قدم خارطة طريق عملية تقوم على تمويل عادل ومباشر، واستثمارات نوعية في البنى التحتية المقاومة للتغيرات المناخية، وتبني التقنيات الحديثة لإدارة الموارد البيئية.
كما دعا إلى تفعيل صندوق الخسائر والأضرار لضمان وصول الدعم للمتضررين دون عوائق.
وعلى هامش القمة، شكل لقاء طارق صالح بالرئيس السوري أحمد الشرع خطوة استراتيجية لمواجهة العدو المشترك المتمثل في إيران ودعمها الميليشيات المسلحة.. وناقش الطرفان سبل تعزيز التنسيق العربي لمواجهة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدولتين، واتفقا على أهمية توحيد الجهود في المحافل الدولية لمواجهة هذا التحدي المشترك.
يكمل هذا اللقاء الرؤية الاستراتيجية لطارق صالح التي تربط بين المعاناة الإنسانية والتداعيات البيئية والحرب المدعومة إيرانياً، مؤكداً ضرورة وقفة دولية عادلة تجاه الدول الأكثر معاناة.
فاليوم، يجمع اليمن وسوريا تحدي مواجهة التدخل الإيراني، وتطلعهما المشترك نحو حركة عربية ودولية فاعلة لتحقيق الأمن والاستقرار، وتحويل الطموحات إلى إنجازات ملموسة.
خلاصة القول.. كان خطاب طارق صالح كالنبتة الصحراوية التي لا تقهر، اخترقت صمت القاعات الدولية لتذكر العالم بواقع مرير:
اليمن يموت ببطء، وجراحه لا تعرف حدوداً.. لم تكن كلماته استجداءً لعطف أحد، بل إنذاراً أخيراً - نذير خطر يعلن أن تداعيات هذه الحرب لم تعد حبيسة الجغرافيا اليمنية، بل باتت تهدد بزعزعة الاستقرار الإقليمي والعالمي.









