تقرير دولي يكشف عن تحالف سري بين مليشيا الحوثي ومجلس السيادة السوداني
كشف تقرير جديد لمنتدى الشرق الأوسط (مؤسسة بحثية أمريكية)، وجود شبكة بحرية تربط ساحل السودان بالمناطق الرازحة تحت سيطرة مليشيا الحوثي في اليمن، للقيام بعمليات تهريب النفط والأسلحة الإيرانية.
وأشار التقرير إلى أن تحليل بيانات تتبع السفن، يظهر وجود علاقة بين جهات في السودان والحوثيين، حيث تسمح تلك الجهات سرًا بإعادة بيع النفط الخام من جنوب السودان لمليشيا الحوثي، إلى جانب أن السودان يوفر ممرًا خلفيًا جديدًا لتهريب النفط والأسلحة الإيرانية، وهو ما يؤثر جليًا على استقرار الأوضاع الإقليمية.
وبحسب التقرير، يوجد تنامٍ للعلاقة بين الحوثيين والجهات في السودان، التي بدأت في أواخر عام 2024، مدفوعة بالانتهازية المتبادلة، مؤكدًا استمرار تواصل المليشيا الحوثية في اليمن بمجلس السيادة الانتقالي السوداني لتوطيد تلك العلاقة.
وحذر التقرير من التحالف الجديد بين المجلس السوداني ووكلاء إيران باليمن، لافتًا إلى أن "هذه الشراكة ليست تكتيكية فحسب، بل بمثابة ميلاد محور ملاءمة في البحر الأحمر، يسعى من خلالها وكلاء إيران لتوسيع نفوذهم في جميع أنحاء القرن الأفريقي، ما يقوض القوى الإقليمية ويعيد تشكيل النظام الإقليمي للطاقة، ويهدد الأمن الإقليمي والعالمي، عبر شبكات غير مشروعة.
ووفقًا لتقرير المنتدى الأمريكي، فقد وسّع الفريق عبدالفتاح البرهان، رئيس المجلس، علاقاته مع المتمردين الحوثيين لتتجاوز تجارة الأسلحة السابقة، إلى تحويل "بورتسودان" كخط إمداد لنقل النفط والوقود للمليشيا الحوثية.
ولفت التقرير إلى أنه جرى- في أكتوبر الماضي- نقاش من قِبل مراقبين لبيانات تُظهر ناقلات نفط تغادر بورتسودان متجهة إلى ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون، ما يشير إلى تواطؤ من البرهان في مساعدة منظمة مُصنّفة من قِبل الولايات المتحدة إرهابية.
ونقل التقرير عن "ثيودور كاراسيك"، الباحث غير المقيم في مؤسسة جيمستاو، قوله: "يبدو أن عناصر في بورتسودان تدعم شبكة بحرية تضم الحوثيين وشركاءهم التجاريين من السودان".
ووفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية، فإن الشبكة تضم تجارًا يمنيين يستخدمون موانئ مختلفة وينفذون عمليات تفريغ "بالاتفاق مع الحوثيين لاستيراد الغاز والنفط، بما في ذلك المنتجات النفطية الإيرانية".
ووفق التقرير، فإن إيران هي مصدر معظم النفط المُسلّم لأذرعها في اليمن، حيث تشير التقارير إلى أن الحوثيين تلقوا "منتجات بترولية إيرانية بقيمة 12 مليون دولار تقريبًا" من "شركة الخليج الفارسي للبتروكيماويات التجارية عبر ميناء رأس عيسى" في يوليو 2025.
وألمح التقرير إلى أن تحليل بيانات تتبع السفن الأخيرة تُظهر كيف أن "تحالف الحوثيين والسودان الناشئ، الذي تم تشكيله بهدوء في أواخر عام 2024، مدفوعًا بالانتهازية المتبادلة"، سمح بإعادة بيع النفط الخام من جنوب السودان إلى الحوثيين.
وأكد أن السودان بات يوفر "ممرًا خلفيًا جديدًا لتهريب النفط والأسلحة الإيرانية" ليس فقط للحوثيين، ولكن للقرن الأفريقي في أعقاب العمليات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية ومتعددة الجنسيات.
وحذر التقرير- على لسان مراقبين دوليين متخصصين في الشأن الإقليمي- من أن "هذه الشراكة ليست تكتيكية فحسب، بل هي بمثابة ميلاد محور ملاءمة في البحر الأحمر: "وكلاء إيران يوسعون نفوذهم في جميع أنحاء القرن الأفريقي"، ويقوضون القوى الإقليمية و"يعيدون تشكيل النظام الإقليمي للطاقة والأمن من خلال شبكات غير مشروعة".









