نكبة 21 سبتمبر.. اليوم الأسود في تاريخ اليمنيين
تمر اليمن اليوم بذكريات واحدة من أحلك محطات تاريخها الحديث؛ نكبة 21 سبتمبر 2014، التي عرف معها اليمنيون العصابة الأمامية الجديدة (مليشيا الحوثي) وهي تسطو على صنعاء وتوجه طعناتها الى خاصرة الجمهورية، فالتاريخ يشير إلى أن الانقلاب الحوثي لم يأتِ من فراغ، بل جاء امتدادًا لفكر إمامي سل خناجره المسمومة نحو صنعاء ليفرض سنوات صعبة على البلاد وأبنائها.
في ذلك اليوم، سيطرت مليشيا الحوثي على مفاصل الدولة بالقوة والسلاح، وأحكمت قبضتها على أجهزة الأمن والقضاء، محاولةً شرعنة وجودها بأكاذيب دينية لم تعد تنطلي على شعب واعٍ. ومع كل ذلك، بقي المواطن اليمني هو الخاسر الأكبر، واقعًا على مقصلة الحرمان والانتهاكات، دون أن يستسلم أو يرضخ.
امتدت آثار الانقلاب إلى كل مناحي الحياة، نهب الإيرادات العامة واستثمار المؤسسات لخدمة أجندة المليشيا، وتحويل جزء منها إلى أقبية سرية للتعذيب الممنهج، وأخرى للتعبئة الطائفية والتجنيد القسري، بالإضافة إلى توظيف الإعلام الحكومي والخاص في شحن الأفكار الطائفية وتكفير اليمنيين والنيل منهم.
ولم تقتصر الانتهاكات على النهب والسيطرة، إنما شملت المواطن في حياته اليومية، فظل الطفل محرومًا من اللقاحات، والمرأة هدفًا لأدوات القمع والاضطهاد، ورجال الدين مهددين بالموت، في بيئة من الخوف والترهيب الممنهج.
تفشى الجوع في كل أنحاء البلاد، وصار الأطفال يموتون جوعًا كما حصل مؤخرًا مع طفلين في محافظة حجة. هُدمت البنية التحتية وأُخرجت 50 بالمئة من المنشآت الصحية عن الخدمة، وشُرد أكثر من 4 ملايين يمني من منازلهم، وحُولت اليمن الى أكبر بلد موبوء بالألغام في العالم، والقائمة تطول بالأرقام المفزعة.
ما أقدم عليه الانقلاب لم يكن مجرد إخضاع المواطن، بل إذلاله، وإعادته إلى ماضٍ ظلامي كانت قد بددته الثورة المجيدة وإرادة الشعب اليمني في عام 1962 بنضال هوى بالإمامة إلى قاع سحيق. لقد تحول يوم 21 سبتمبر إلى مقصلة رمزية، تفسر المآل الذي أُوصل إليه اليمنيين مع أدوات إيران الإرهابية (مليشيا الحوثي).
وأمام هذا الوضع المزري والمأساوي الذي لا أفق له، يبقى تمسك اليمنيين بالنضال والدفاع عن الجمهورية ومواجهة الكهنوت والإرهاب الإيراني، الخيار الوحيد والحتمي للحفاظ على حقهم في الحياة الحرة والكريمة، والتصدي لمشاريع التخريب، وتدمير الهوية، والتجويع، والشحن الطائفي، ونشر العنصرية الرعناء.