اعتراف إيراني جديد يكشف حجم التدخلات العابرة للحدود، من خلال إنشاء طهران مصانع خاصة لتصنيع الأسلحة الاستراتيجية في عدة دول، ما يشكّل تهديدًا خطيرًا لأمن المنطقة في ظل الحروب المستمرة التي تغذيها بأذرعها الإرهابية.

وأثارت تصريحات وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زادة، الأخيرة بشأن إنشاء إيران مصانع لتصنيع الأسلحة خارج أراضيها، موجة من التساؤلات حول الأبعاد الاستراتيجية لهذه الخطوة، خاصة مع إشارته إلى وجود بنية تحتية دفاعية ومرافق تسليحية في دول لم يحددها.

وكشفت تصريحات عزيز زادة عن الوجه المظلم لإيران، الساعي إلى تحقيق أجندتها الخاصة عبر أدواتها في المنطقة، بعد أن وسّعت هذه الأدوات إلى القرن الإفريقي، وجعلت من مليشيا الحوثي في اليمن قاعدة متقدمة لها.

ودّقت التصريحات الإيرانية ناقوس الخطر خاصة بعد أن كشفت التقارير، وعملية ضبط شحنة الأسلحة 750 من قبل المقاومة الوطنية، عن استمرار دعم طهران للحوثيين بالأسلحة المتطورة، وتزويدهم بتقنيات تصنيع الوقود الصلب ومواد تدخل في تطوير الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

- تدخلات إيرانية عابرة للحدود

وقال وزير الإعلام معمر الإرياني، إن التصريح الأخير لوزير الدفاع الإيراني، والذي أقر فيه صراحة بإنشاء إيران بنى تحتية ومصانع للسلاح في عدد من الدول، يعد اعترافاً خطيراً يكشف حجم التدخلات الإيرانية العابرة للحدود، ويؤكد إصرار طهران على تصدير مشروعها العسكري والأيديولوجي عبر أذرعها من المليشيات الطائفية، وفي مقدمتها مليشيا الحوثي.

وأضاف الإرياني، أن الحكومة اليمنية حذرت مراراً، من التوجه الإيراني لتوطين أجزاء من برنامج الصناعات العسكرية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، خصوصًا تصنيع وتطوير الصواريخ والطائرات المسيّرة في صعدة وحجة وأرياف صنعاء، بعد استهداف منشآتها الصاروخية داخل إيران، وتزايد الضغوط لتقييد برنامجها النووي والصاروخي.

ووفقاً للإرياني فإن الاعتراف الإيراني يعيد إلى الواجهة طبيعة الدور الذي تلعبه إيران في تحويل الأراضي اليمنية إلى منصة صاروخية متقدمة للحرس الثوري، خارج أي رقابة، تستخدم كمنصة دائمة لاستهداف دول الجوار، وتهديد خطوط الملاحة الدولية والتجارة العالمية وسلاسل الإمداد والطاقة في البحر الأحمر.

وحذر الوزير الإرياني من التقارير التي تؤكد قيام إيران بتهريب مواد كيماوية عالية الخطورة إلى مناطق سيطرة الحوثيين، في خطوة تمثل تصعيداً نوعياً بالغ الخطورة يتجاوز التهديد التقليدي بالصواريخ والطائرات المسيرة، ويضع المنطقة أمام سيناريوهات كارثية تهدد أرواح المدنيين وتقوض الأمن الإقليمي والدولي.

الإرياني أشار إلى أن بقاء المليشيا الحوثية كذراع محلية للمشروع الإيراني يشكل خطراً يتعاظم بمرور الوقت، فكل يوم يتأخر فيه المجتمع الدولي عن التحرك الجاد لاجتثاث هذا السرطان الخبيث يزيد من حجم التهديدات، ويرفع كلفة المواجهة على المستويين الإقليمي والدولي.

- اليمن قاعدة إيران الأولى

في السياق يقول المحلل السياسي عبدالستار الشميري لـ"وكالة 2 ديسمبر"، إن إيران تتخذ من اليمن القاعدة الأولى المتقدمة لحماية مصالحها، ذلك لأن البيئة مناسبة تساعدها لتحقيق أجندتها في المنطقة.

وأضاف الشميري، أنه "بالفعل قد حققت إيران شيئاً من الهدف الجوسياسي، بحيث إن اليمن أصبح وفقاً للنظرية الإيرانية خط الالتفاف الثاني عبر البحر الأحمر على المنطقة بعد خط الالتفاف الأول في مضيق هرمز ومحيط الخليج".

علاوة على ذلك، يؤكد عبدالستار، أن إيران تحاول أن تجعل اليمن المحطة الرئيسية البديلة لحزب الله في لبنان، وأن ذلك أصبح واضحاً من حيث كثافة السلاح المهرب لمليشيا الحوثي، وحجم الاهتمام السياسي والإعلامي من إيران، وكون الحوثي يطيع طهران في كل شيء، كما أنه قليل الكلفة عليها مقارنة بالأذرع الأخرى.

ووفقًا للشميري، فإن إيران قد اكتسبت تقنيات تصنيع الأسلحة المتطورة بالوقود الصلب من الصين ومن كوريا الشمالية، وقد نقلت إيران هذه التقنيات لمليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن في إطار دعمها اللامحدود للمليشيا.

ويرى مراقبون أن التحول الصناعي الاستراتيجي سيجعل إيران محل تهديد كبير في المنطقة والبحر الأحمر وسيكون التعاون المستقبلي لردع التهديدات الحوثية الإيرانية في ممر الملاحة الدولي، عبر إنشاء تحالف دولي للقضاء على قدرات المليشيا عسكريًّا بالتعاون مع قوات الشرعية اليمنية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية