"أيها اليمنيون: أين غيرتكم؟ وأين حميتكم؟ وعرضكم ينتهك بأبشع القذف والسب والشتم، فأنتم من يعرفكم العالم على مر العصور بأنكم خير ناصر للمرأة وخير حامٍ لها، وعلى أعراضكم تثور ثورتكم، كما أن أعرافكم ودينكم وثقافتكم تجرم الاعتداء على النساء".

 

بهذه العبارات تبدأ الطالبة الجامعية رنا محسن حديثها لـ «وكالة 2 ديسمبر»، وتضيف: "القذف حرمه الإسلام، واليوم تقذف نساء اليمن العفيفات بالزنا وممارسة الفاحشة أمام أعينكم ومسامعكم ومسامع العالم ولم يتحرك لكم ساكناً؟!!

 

أين غيرتكم على دينكم وعرضكم، أنسيتم أن ديننا الإسلامي يصف من يتهم امرأة بالزنا بأنه قاذف يجب تطبيق حد الله عليه؟ وهل نسيتم أم تناسيتم أن من قُتل دون عرضه فهو شهيد؟.. نحن هنا لا نطلب منكم أن تموتوا من أجل الانتصار لعرضكم، ولكننا نطلب منكم أن تثوروا ضد ميليشيا الحوثي التي في كل يوم تمارس أبشع الانتهاكات في حق نساء اليمن".

 

وتتابع رنا: "مؤخراً خرجنا ضد التجويع الذي تمارسه ميليشيا الحوثي بحق الشعب اليمني، لنواجه الضرب والرصاص والاعتداء من قبل هذه الميليشيا التي لم تكتفِ بهذا بل تم اعتقال 16 امرأة، وتم قذفنا بأبشع الألفاظ ومنها ما قاله القيادي الحوثي المدعو حسين الأملحي بأن من يتظاهرن "عاهرات" ونعتذر عن هذا اللفظ، لكننا مجبرون على ذلك للتوضيح، وقال إن المتظاهرات بائعات هوى لم يستطعن ممارسة الفاحشة بعد التشديد الأمني والرقابة على منطقتي العُشاش وعصر، وكذلك فنادق شارع تعز، وخرجن اليوم ليتظاهرن مُدعيات أنهن جائعات، بهذه العبارات نُقذف، والشعب اليمني صامت، فهل هذا شيءٌ يُعقل؟".

 

كلماتٌ موجعة تطلقها الطالبة الجامعية رنا محسن في وجه الشعب اليمني الصامت، وتقول الطالبة الجامعية يُسرى لـ «وكالة 2 ديسمبر» إن ما قالته زميلتها رنا هو ما يعبر عن كل يمنية تواجه القذف والشتائم والانتهاكات التي طالت عرضها من قبل ميليشيا الحوثي التي تستمر في انتهاكاتها لكرامة وشرف وعرض كل اليمنيات.

 

وتُضيف: "في كل يوم نصحو على قصة جديدة تفبركها ميليشيا الحوثي، فأحياناً تتهم نساء اليمن بأنهن يُغتصبن في الحديدة وفي الجنوب، وأحياناً تصفهن ببائعات الهوى وأنهن يتظاهرن بسبب عدم قدرتهن على البغي، وانتهاكات كثيرة تجنيها المرأة اليمنية بفعل هذه الميليشيا فقد فقدن أعمالهن ويتم التعامل معهن بأنهن سلع، وأن دورهن هو ذلك الدور المتوحش المتمثل بالتجسس على البيوت وضرب أخواتهن واعتقالهن، ناهيك عما تقوم به الميليشيا من ممارسات تتمثل في سلبهن أبناءهن وأزواجهن الذين يذهبون ويعودون قتلى".

 

بدورها إحدى الناشطات الحقوقيات بصنعاء تقول لـ «وكالة 2 ديسمبر» إن القذف الذي أطلقه المدعو حسين الأملحي يترجم عقلية أسياده، وتضيف: "هذه الجريمة لا يمكن أن تذهب أدراج الرياح، فهي واحدة من الجرائم والانتهاكات التي نقوم بتقييدها ضد هذه الميليشيا، فثمة الكثير من القضايا المرصودة وستجد طريقها إلى العدالة وسيتم محاكمة مرتكبيها عاجلاً أم أجلاً في المحاكم المحلية والدولية، ونعمل من أجل الرفع بهذه الجرائم إلى المحاكم الدولية، والتي بلا شك ستجد لها أصداء دولية ولا يمكن أن تسقط  هذه الجرائم البشعة بالتقادم"..

 

تتسع الانتهاكات التي تمارسها ميليشيا الحوثيين، ضد اليمنيين، والتي طالت النساء في حين أن الاعتداء على النساء في اليمن جريمة في حق الأعراف والتقاليد، وهذا المجتمع المحافظ يرى أن دينه يمنح المرأة مكانة رفيعة ولا يمكن الاعتداء عليها أو قذفها وغير ذلك من الممارسات التي تخدش حياء وتمس كرامتها.

 

إلا أن هذه المبادئ التي تبدو مقدسة لدى كل يمني باتت تنتهك من قبل ميليشيا الحوثي التي تجاوزت منطق العقل وانتهكت كل المحرمات والمقدسات من أجل استعباد الناس وترهيبهم للخضوع لها وعدم الخروج ضد الظلم الذي تمارسه في حق الشعب اليمني.

 

ومن تلك الانتهاكات استنسخت ميليشيا الحوثي مصطلح "الزينبيات" من إيران وأطلقته على نسائها اللواتي تستخدمهن في قمع اليمنيات المتظاهرات ضد الظلم والتجويع الذي تمارسه الميليشيا بحق الشعب اليمني، ويقمن هؤلاء المجندات بالاعتداء والضرب للمتظاهرات وتنفيذ الخطف للمتظاهرات وبالأخص القيادات النسائية، فضلاً عن التجسس على المنازل والخروج بمعلومات استخباراتية تستخدمها الميليشيا ضد اليمنيين من أجل اعتقال المعارضين لها.

 

هذه الممارسات والانتهاكات باتت الفصل الأخير من عمر ميليشيا عاثت في الأرض فساداً حسب ما يقوله المواطنون، مؤكدين أن نهاية هذه الميليشيا ستكون مخزية وستتم ملاحقة رموزها قضائياً في الداخل والخارج.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية