أجبرت مليشيا الحوثي الإرهابية طلاب المدارس في مدينة حجة- شمالي غربي اليمن، على المشاركة في مسيرات طائفية تعبويّة- خلال الأيام الماضية- تحت ما تسميه "مسيرات الجهاد والبصيرة"، في وقتٍ يشهد قطاع التعليم تدهورًا حادًا، وسط تغييب متعمد للكتاب المدرسي وقطع رواتب المعلمين من قِبَل المليشيا.

ووفقًا لما نقلته صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر تربوية، نظّمت المليشيا الحوثية ثلاث مسيرات خلال أسبوع واحد، أُخرج خلالها طلاب المرحلتين الأساسية والثانوية من الفصول الدراسية قسرًا، للمشاركة في فعاليات دعائية رفعت خلالها شعارات تمجّد زعيم المليشيا الإرهابية عبدالملك الحوثي، بإشراف مباشر من المدعو علي القطيب، مسؤولها عن التعليم في المحافظة.

وذكرت المصادر أن مليشيا الحوثي أوقفت أربعة مدراء ووكلاء مدارس حكومية، بسبب عدم التفاعل مع تعليمات الحشد، ما أثار موجة غضب واسعة بين أولياء الأمور، الذين اعتبروا ذلك استهدافًا متعمّدًا لما تبقى من التعليم الرسمي في المحافظة.

وأكد معلمون في المدينة أنهم تلقوا تهديدات صريحة من قيادات حوثية بفصل أي طالب يتخلف عن المشاركة أو يمتنع عن ترديد الشعارات الطائفية، في الوقت الذي تُساوم المليشيا الطلاب على الدرجات الشهرية مقابل مشاركتهم في هذه الأنشطة، بدلًا من توفير الكتاب المدرسي وصرف رواتب المعلمين.

وتزامنت هذه الإجراءات مع حملة تعبئة مماثلة في الجامعات، حيث أُجبر طلاب وأكاديميون على المشاركة في عروض عسكرية ووقفات سياسية، تحت شعارات دعم غزة، في حين يرى مراقبون أن الهدف منها شرعنة عمليات التجنيد القسري، لا سيما بين فئة الشباب والطلاب، تمهيدًا لزجهم في الجبهات.

وكان تقرير حقوقي صادر عن منظمة "تقصي للتنمية وحقوق الإنسان" قد كشف أن المليشيا الحوثية جندت أكثر من 85 طفلًا بشكل مباشر خلال عام 2022، وزجت بـأكثر من 24.500 آخرين في ما يسمى بـ"المعسكرات الصيفية"، ومنعت 3210 أطفال من الالتحاق بالتعليم، وسجلت أكثر من 2100 حالة تسرب دراسي لأسباب أمنية واقتصادية واستقطاب طائفي.

وحمّل التقرير المليشيا مسؤولية تحويل 112 إذاعة مدرسية إلى منابر لنشر الفكر المتطرف، وإيقاف رواتب أكثر من 17 ألف معلم، وإحلال موالين لها بدلًا عن الكادر الرسمي، بالإضافة إلى إرغام المعلمين على حضور دورات طائفية في مراكز يديرها قادة المليشيا.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية