بعد فترة احتجاز استمرت خمسة عشر يوما تعرض خلالها المعتقل "على معوضه" لعمليات تعذيب وتجويع لدرجة أن عائلة لم تكن قادرة على التعرف على جثته.

 

كان ذلك أواخر أبريل 2015 في أعقاب سيطرة المليشيات الكهنوتية على العاصمة صنعاء واحتجز في معتقل سري ضمن المئات من المعتقلين في حملة طالت العديد ممن كانت تشك في مواقفهم من الحركة الإجرامية.

 

تعرض معوضه العائد لتوه من المملكة العربية السعودية بعد أن أدى فريضة الحج وهو شاب في 35 سنة من العمر لعمليات تعذيب لا مثيل لها.

 

استخدمت المليشيات الكهنوتية كل وسائلها القبيحة في إجباره على الاعتراف "باستلامه مبالغ نقدية من أطراف خارجية لتنفيذ مخططات تخل بالأمن".

 

ظل معوضه خلال عمليات التعذيب" بحسب تسريبات حصل عليها شقيقه" ينكر ذلك، مؤكدا أنه كان يؤدي فريضة الحج في مكة المكرمة فقط وليست له علاقة بما يجري.

 

وخلال فترة اعتقاله فشلت العديد من المحاولات التي بذلتها أسرته للإفراج عنه رغم أنها لم تتعدَ خمسة عشر يوما إلا أن ذلك كان يواجه بجبل من العوائق والإنكار.

 

وبعد نحو أسبوعين من الاعتقال الذي لا أحد يستطيع تخيل حجم الإجرام الذي مورس ضده تلقت أسرته نبأ سيئا يشعرها بوفاته.

 

كان ذلك صدمه إضافية لعائلته التي لم تستوعب السبب الذي أدى إلى اعتقاله فكيف لها أن تستوعب الآن وفاته؟!

 

اشترطت المليشيات الكهنوتية على أسرته التوقيع على تقرير طبي يفيد بوفاته في ظروف عادية في حال رغبت في استلام جثته.

 

لكن الأسرة المكلومة بوجع الموت ظلت على موقفها الرافض لاستلام جثته عاما كاملا مشترطة معرفة السبب الذي أدى إلى وفاته، وفتح تحقيق عام يشارك فيه الأدلة الجنائية ومكتب النائب العام، رغم علم الأسرة أنها أجهزة تابعة للمليشيات السلالية.

 

ولأن إدارة المستشفى الجمهوري الذي وصل معوضه إليها جثة هامدة أرسلت إشعارا إلى أسرته يفيد بتوجهها إلى دفن كل الجثث التي مضى على وجودها عاما كاملا نتيجة لازدياد عدد الجثث الوافدة من جبهات ومعتقلات المليشيات الكهنوتية.

 

خشيت الأسرة أن يدفن في مقبرة لا يعلم بها أحد وأن يشطب أي معلم يذكرهم بمصيره، ففضلت استلام جثته ودفنه في مسقط رأسه قرية "الأهجر" التابعة لمحافظة المحويت.

 

اليوم وبعد مرور تلك السنوات ما تزال أسرته ترغب في معرفة سبب وفاته، لكن القلق ينتابها من أن فتح تحقيق بذلك قد يجعل أحد أفرادها هدفا للاعتقال.

 

فالمليشيات الإرهابية تقمع كل الأصوات المنادية بذلك كما أنها تتبنى عمليات الاعتقال "وما يفضي إليه من تعذيب يؤدي إلى الوفاة " بناء على بلاغ كاذب.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية