تحقيق الوحدة اليمنية، مثل تحقيق الوحدة المصرية قبل 5000 عام على يد الملك مينا. أمة واحدة كانت ممزقة، وتم توحيدها في حدث تاريخي جغرافي خالد لا يمكن محوه أو تزييفه، خاصة في هذا العصر، عصر الثوثيق الكتابي والسمعي والبصري..

بعضهم في الماضي القريب، ولأسباب مفهومة مغرضة.. حاول إخراج علي سالم البيض من هذا المشهد، ومن الطبيعي أنه لم يفلح. تماماً كمن يحاولون اليوم دون جدوى، ولأحقاد سخيفة، إخراج الزعيم علي عبد الله صالح من هذا المشهد التاريخي العظيم..

الوحدة اليمنية لم تدبر بليل. بل حدث تاريخي مشهود، مشهود وموثق في ذاته، ومشهود وموثق في أدبياته وإرهاصاته التي تعود إلى ما قبل ثورتي 26 سبتمبر، و14 اكتوبر، اللتين وضعتا تحقيق الوحدة اليمنية ضمن أهم أهدافهما.. مروراً بكثير من الخطوات والمبادرات والقمم والحروب واللقاءات في الداخل والخارج، وتشكيل اللجان ذات العلاقة، وصياغات الدستور.. وصولاً إلى توقيع اتفاقية الوحدة. في 27 رمضان 1410هـ الموافق 22 نيسان/ أبريل 1990م.

التاريخ لا تصنعه الأحقاد، بل الإنجازات، وسيخلد التاريخ الإنجاز التاريخي العظيم، لمن وقعا اتفاقية الوحدة: العقيد/ علي عبد الله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام، ورئيس الجمهورية العربية اليمنية، والأستاذ علي سالم البيض أمين الحزب الاشتراكي، ورئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.. ومن ثم دمج شطري اليمن. على أساس القومية اليمنية الواحدة، وتدشين الجمهورية اليمنية.

لم يكن أيٌّ منهما هارباً من شيء، أو مجبراً على فعل شيء، وعلى امتداد ثلاثة آلاف عام، من عمر اليمن المجيد، لم يلتق اليمنيون، بكافة مللهم ونحلهم ومناطقهم وأحزابهم، على عمل موحد عظيم، طوعاً، وبكل رغبة وإرادة، إلا على الوحدة اليمنية 22مايو 1990م. هذا أفضل يوم أشرقت فيه الشمس في تاريخ اليمن على الإطلاق.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية