يصور الحوثي الأمر، لأهداف مفهومة، وكأن هناك حربًا بينه وبين إسرائيل، بينما، نعم هناك مشكلة، لكن لا وجود لهذه الحرب المزعومة الشبيهة بقيام شخص اعزل باستهداف ثكنة عسكرية بالحجارة، دون تحسب لردود الأفعال.. هذا ليس بطلًا، بل معتوه، أو باليمني "مضربة".

الحرب تشترط حدًا أدنى من التكافؤ بين الطرفين، وضربات متبادلة بينهما، بينما الحوثي بدون بنية عسكرية، ولا يستطيع حماية شبر واحد من اليمن.
ما يحدث هو أن إيران تطلق من اليمن صواريخ فنكوشية نحو إسرائيل؛ فتقوم الأخيرة بتدمير أهم جوانب البنية التحتية للطاقة والاقتصاد في اليمن .. يطلق تهديدات خنفشارية، بفرض حصار جوي أو بحري عليها؛ فتقوم بتدمير المنافذ البحرية والجوية، وفرضت حصارًا جويًا وبحريًا فعليًا على اليمن!

أما ما يقول؛ إنها معركة بينه وبين أمريكا، فهي مجرد مشكلة قرصنة على طرق الملاحة الدولية، يمكن لأي عصابة منفلتة فعلها، كما حدث كثيرًا في الماضي، وهي في الواقع مشكلة بين العالم، وبين عصابة من القراصنة وقطاع الطرق.

وبهذه العقلية العصاباتية، الجماعة الحوثية مجردة تمامًا من أي قدر من الشعور بالمسؤولية الوطنية، حتى أنها لا تفهم بتاتًا الحِكَمة العالمية البليغة: "لا ترمِ بيوت الناس بالحجارة، وبيتك من زجاج"؟!
والسبب معلوم؛ البيت الزجاجي الذي يرمي الحوثي بيوت الناس منه بالحجارة، والذي يتحطم اليوم، هو البيت اليمني، وهذا البيت مغتصَب، وليس بيته في كل حال!

وعليه؛ الحوثي لا يبالي، حتى لو تحولت اليمن كلها إلى ركام، كغزة، هو يربح أصلًا، كهارب من الأزمات والالتزامات الداخلية، عبر تصديرها إلى الخارج، أو- على الأقل- هو لا يخسر؛ الصواريخ من إيران، والدم والدمار من رأس اليمن والشعب اليمني!

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية