ليس ترفا المطالبة بتحالف دولي
ليس ترفاً المطالبة بتحالف دولي، تتكئ مليشيا الحوثي على تواطؤ العالم وعلى تجزئة المعركة اليمنية، بالنسبة لنا، مع شموليتها لهم.
لم تعد الحالة اليمنية شأناً محلياً أو إقليمياً بل دولياً يهم أطرافا كثيرة.
القرن الإفريقي يتضرر من توغل المليشيا التابعة لإيران في الشمال، وهناك ملامح نقل التجربة المليشاوية إلى هناك، وكذلك مصر تضررت كثيراً، وفقدت أمان ملاحة قناة السويس.
منابع النفط الذي يغذي العالم تحت تهديد هذه المليشيا وكذلك خطه في السير والتجارة وكل الملاحة، تحت هذا التهديد.
ومن الترف الدعوة إلى معركة ضد الكهنوت تزامناً مع الضربات الأمريكية دون تحالف دولي يقطع شرايين هذه المليشيا الممتدة بشبكات الصراعات الإقليمية، في الشام والعراق وفي كل بلاد.
ولا نضمن أن يعطي الكهنوت ضمانات بتأمين الملاحة ونتعرض لانتكاسة شبيهة للأولى في الحديدة، بل أشد منها، وقعاً وأثراً.
التحالف الدولي كفيل بإغلاق البر والبحر، أمام هذه المليشيا، وتعطيل مصالحها الممتدة من إيران عبر عمان وإلى العراق، وتتقاطع المعركة ضد الكهنوت مع قضايا كثيرة، ويجب أن تجفف منابع تمويله، وتهيئة الأرضية الصلبة للحرب، مثل استعادة الاتصالات.
ولو أن الولايات المتحدة جادة بذلك لأعانت الشرعية على استعادة الاتصالات، الصفر الدولي، دون الحاجة لضرب أبراج التغطية هنا وهناك.
ولمنحتنا الأمم المتحدة الحق في مطاردة قادة المليشيا في عواصم العالم، ولما شاهدنا وفود مليشيا الحوثي تتبختر على متن طيران اليمنية من والى لبنان وعمان، والى ايران، والى العراق، وبكل أمان.
يجب أن نأخذ بحسباننا كل الملفات في المنطقة لضمان نجاح الجهد الملحمي.
كما حدث ذات يوم في العراق، لهزيمة الإرهاب، وقد شاركت اليابان بالمعركة، رغم عدم تضررها، ولكن الشرعية الدولية مناطة بتعزيز أي شرعية ضد كل إرهاب، وهذا حق يمني، وحق دولي، فالمعركة صعبة، تتطلب جهداً كاملاً بين العمل العسكري والعمل الاقتصادي، والعمل الدعائي، وتأمين الحدود البرية والبحرية، وفرض عقوبات على دول وكيانات وقطع شبكات التهريب، قطعاً شاملاً، هكذا يمكن أن نقضي على مليشيا دموية، ونضمن عدم تورط دول أخرى بدعمها نكاية بأي طرف كما حدث سابقاً، ونضمن عدم تملص العالم من المعركة.
يمكننا القفز إلى الجبهة، الآن، نضحي ونسيل الدم المكرم، نتقدم ونحرر، ولكن علينا التفكير ملياً، ماذا لو جلسنا على ذات الخازوق؟
الدخول في معركة آنية، ولم نستطع بعد ضمان وقوف مصر معنا وهي المتضرر المباشر من القرصنة واعاقة الملاحة أعتبرها مجازفة، وهذا لا يعني تخلياً عن الدور اليمني في التحرير، بل قراءة للواقع، الذي خذلنا ذات يوم، وألا نقع في الفخ مرة أخرى، ونتحول لملهاة.